في مشهد أقرب إلى الكوميديا السوداء، يبدو أن مكتب الماء بالحسيمة قرر توسيع خدماته لتشمل “رحلات ليلية مجانية” لبعض الموظفين، مستغلين سيارات الدولة وكأنها ملكية خاصة، كل ذلك تحت أنظار المدير الإقليمي الذي يبدو أنه دخل في وضعية “وضع الطيران” منتظرًا فقط تذكرة انتقاله إلى منصب آخر !
الجمعيات المحلية استشاطت غضبًا بعد أن لاحظت أن سيارات المكتب، التي تُموَّل بأموال دافعي الضرائب، أصبحت تُستخدم لأغراض شخصية، بينما المواطنون يكافحون مع فواتير الماء المرتفعة وانقطاعات الخدمة المتكررة. والغريب في الأمر أن هذه السيارات مجهزة بنظام GPS، لكن يبدو أن هذا النظام يعمل بنفس دقة “ساعة حائط مكسورة”، فلا أحد يسأل : أين تذهب هذه السيارات ؟ ولماذا تتجول بلا مهام ؟
وإذا تساءلنا عن موقف المدير الإقليمي، فالإجابة واضحة: الرجل ترك العنان لكل شيء وقرر تبني مبدأ “دع الأمور تسير وحدها”، على أمل أن تمر العاصفة قبل أن تصله “رسالة النقل”. أما المدير العام الجديد، المعروف بصرامته، فسيجد نفسه أمام معضلة حقيقية: إما أن يُصلح هذه الفوضى، أو يكتشف أن سيارات المكتب تستعمل أكثر في “الجولات الليلية” من استعمالها في خدمة المواطنين!
فهل سنرى تحركًا حقيقيًا، أم أن سيارات الدولة ستظل تحت تصرف “الموظفين الساهرين” على راحتهم بدلًا من خدمة الصالح العام؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة !.
28/02/2025