في مشهد لا يخلو من العبث السياسي، أطل رئيس الحكومة بمنشور جديد رقم 04/2025، يعلن فيه عن خارطة طريق وصفها ب “الطموحة” في مجال التشغيل، مبشرا المغاربة بخفض معدل البطالة إلى 9% وخلق 1.45 مليون منصب شغل إضافي بحلول 2030.
لكن، وقبل أن يكمل المواطن المغربي قراءة هذه البشرى، صدم بالشرط الغريب الذي رهن تحقيق هذا الهدف بـ”عودة التساقطات المطرية إلى مستوياتها العادية” !.
وكأن الحكومة تقول للشباب العاطل: “صلوا صلاة الاستسقاء، فمستقبلكم المهني متوقف على السماء”، وكأن تدبير السياسات العمومية بات أشبه بمقامرة فلاحية، تعتمد على مزاج الغيوم أكثر من التخطيط الاقتصادي، ليطرح السؤال: كيف لحكومة أن تربط مسألة حيوية كالتشغيل – والتي يعد قاطرة للتنمية والاستقرار الاجتماعي – بعنصر مناخي متقلب؟!
فمنشور الحكومة أثار موجة سخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر المغاربة أن التشغيل لم يعد شأنا حكوميا بل مسألة غيبية، محكومة بدورة الطبيعة أكثر من أي إستراتيجية اقتصادية، فهل بات الشباب المغربي مجبرا على انتظار “نزول الرزق من السماء” بدل انتظار مبادرات حكومية جادة ومدروسة؟
والمثير للسخرية أكثر أن الحكومة، بدل أن تعترف بفشلها في ابتكار حلول واقعية لمعضلة البطالة، تبرر عجزها بحجج بيئية ومناخية، في حين أن الدول التي تعاني من جفاف أشد لم تجعل من “سقوط المطر” شرطا مسبقا لخلق فرص العمل.