في خطوة تعكس تطلعات سياسية جديدة، أطلق الحزب الأندلسي مشروعه الرامي إلى تعزيز الروابط التاريخية والثقافية بين سبتة ومليلية والأندلس مع المغرب. جاء ذلك خلال لقاء نظمه الحزب، حيث عرض رؤيته القائمة على إحياء “الوعي الشعبي” المستمد من الإرث الأندلسي، معتبرًا أن هذه المناطق تشترك في هوية تاريخية وجغرافية تتجاوز الحدود السياسية الراهنة.
-إحياء الهوية الأندلسية وتعزيز الروابط
خلال الفعالية، شدد أليخاندرو ديلماس، ممثل الحزب في الخارج وحفيد بلاس إنفانتي، على أن الأندلس التاريخية لم تكن مجرد مرحلة من الماضي، بل هي جزء من هوية هذه المناطق. وأكد أن سبتة ومليلية، إلى جانب الأندلس والمغرب، تشترك في إرث ثقافي واحد يعزز ضرورة التعاون المشترك.
وقال ديلماس:
“نسعى إلى إعادة ربط مكونات الشعب الأندلسي، سواء داخل إسبانيا أو عبر البحر في المغرب، من خلال تعزيز العلاقات التاريخية والثقافية التي تعود إلى حقبة الأندلس.”
-التعاون الإقليمي وتحقيق التوازن السياسي
يؤكد الحزب أن الأندلس، رغم امتلاكها 61 نائبًا في البرلمان الإسباني، لا تتمتع بثقل سياسي كافٍ، بسبب هيمنة الأحزاب المركزية على قراراتها منذ عقود. ويرى أن الحل يكمن في تعزيز الاستقلالية السياسية للأندلس وربطها بمحيطها التاريخي، بما في ذلك سبتة ومليلية، لتحقيق توازن أكبر في صنع القرار الوطني.
كما أشار الحزب إلى أن الحكم الذاتي للأندلس تعرض “لطمس تدريجي لهويته”، معتبراً أن الأندلس كانت في الماضي مركزًا حضاريًا مزدهرًا يضم علماء وأدباء وقادة بارزين، بينما تعاني اليوم من التهميش السياسي والاقتصادي.
-استجابة وردود فعل متباينة
لاقى مشروع الحزب الأندلسي ردود فعل متباينة في كل من إسبانيا والمغرب. ففي حين رأت بعض الأوساط السياسية الإسبانية أن هذه الرؤية قد تثير الجدل، استقبلها المغرب بإيجابية، معتبرًا أنها خطوة نحو تعزيز التعاون الإقليمي دون أي نوايا توسعية.
وقال ديلماس بهذا الصدد:
“هناك من يحاول استغلال هذه الفكرة بشكل متطرف، لكن نؤكد أن هدفنا ليس خلق أزمات، بل بناء جسور تعاون واحترام متبادل.”
-محاور رئيسية لبرنامج الحزب في سبتة المحتلة
إدريس محمد، رئيس الحزب الأندلسي المولود في سبتة، قدم ملامح المشروع السياسي للحزب في المدينة، مؤكدًا على أهمية التصدي للفساد، وتحسين الخدمات الاجتماعية، وتحقيق العدالة الاقتصادية لسكان المناطق المهمشة.
وأضاف أن الحزب يعتمد على مبدأ “الإنسانية الإسلامية”، الذي يقوم على التعاطف والتفاهم لمعالجة قضايا المجتمع، مع التأكيد على أن الحزب ذو طابع علماني، لكنه يستلهم هذه الفلسفة كأساس أخلاقي.
كما أشار إلى أن تحويل سبتة ومليلية إلى مقاطعتين أندلسيتين سيؤثر إيجابيًا على مختلف الجوانب، من السياحة إلى الاقتصاد، وحتى تكاليف النقل بين المدينتين وإسبانيا.
-ملفات حساسة: البطالة، الفقر، والهجرة
من بين القضايا التي يوليها الحزب اهتمامًا خاصًا، قضية البطالة التي تدفع العديد من شباب سبتة للهجرة إلى مناطق مثل مالقة والجزيرة الخضراء بحثًا عن فرص عمل. كما ندد بضعف الخدمات الأساسية في بعض الأحياء المهمشة بالمدينة، مشيرًا إلى أن “هناك عائلات تعيش دون مياه جارية في عام 2025، رغم المساعدات الأوروبية الضخمة التي تتلقاها المدينة”.
أما ملف الهجرة غير الشرعية، فقد شدد الحزب على ضرورة تحسين التواصل بين الحكومات المعنية لتوعية الشباب المهاجرين بمخاطر الرحلات البحرية القاتلة، وتقديم بدائل اقتصادية تمكنهم من بناء مستقبلهم في بلدانهم الأصلية.
– مشروع سياسي بهوية تاريخية
يسعى الحزب الأندلسي إلى إعادة تعريف موقع الأندلس داخل إسبانيا وخارجها، عبر رؤية تجمع بين إحياء الهوية الأندلسية وتعزيز التعاون الإقليمي. وبينما يثير المشروع نقاشات واسعة، يبقى المستقبل كفيلًا بتحديد مدى تأثير هذه المبادرة على المشهد السياسي والاجتماعي في المنطقة.
02/03/2025