يشهد دوار تغزوت بجماعة إحدادن بإقليم الناظور حالة من الجدل الواسع بسبب مشروع مثير للجدل يتضمن بناء قاعة للحفلات ومقهى للشيشة، على أن تقام على ركحهما سهرات ماجنة وباذخة، في موقع يبعد بضعة أمتار فقط عن أحد المساجد.
فهذا المشروع، الذي يرتقب أن يشمل في مراحله القادمة بناء بار، أثار استياء سكان المنطقة الذين يعتبرونه استفزازا صارخا لقيمهم الدينية والمجتمعية، خاصة أنه يتم إنشاؤه على أرض تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
مصادر مطلعة من داخل مجلس جماعة إحدادن أكدت لجريدة “كواليس الريف”، أن صاحب المشروع، المدعو “الكولالي”، لم يحصل على الترخيص اللازم من الجهات المختصة، ورغم ذلك، بدأ بالبناء على الأرض الشاسعة التي استأجرها، في ظروف مشبوهة ، كما أضاف المصدر أن هذا السلوك يمثل خرقا واضحا للقوانين وتحديا صارخا للسلطات التي لم تتدخل حتى الآن، وأخدت موقف المتفرج، مما يثير تساؤلات عن احتمال وجود تواطؤ أو تستر على هذه التجاوزات.
وحسب المعطيات الرسمية فإن البقعة الأرضية التي يبنى عليها المشروع تعود إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتم كراءها من قبل الشخص المذكور، الذي زعم أن المشروع “ترفيهي” فقط، ومع ذلك، فقد اتضح أن الهدف الحقيقي للمشروع مخالف تماما لطبيعة استغلال أملاك الأوقاف، التي يجب أن تكون وفق ضوابط محددة ، سواء من حيث النشاط الاستثماري أو طبيعة المشروع نفسه.
كما أن الجدير ذكره ، أن القوانين المنظمة لاستغلال أراضي الأوقاف في المغرب تنص بوضوح على أن البناء بالإسمنت على هذه الأراضي يسمح فقط للمشاريع التي تحترم أحكام الشريعة الإسلامية، مثل بناء المدارس، المراكز التجارية، الفنادق السياحية ذات الطابع المحافظ، أو المشاريع السكنية، وهو ما يتعارض تماما مع طبيعة هذا المشروع المثير للجدل.
ورغم وضوح عدم قانونية المشروع، إلا أن السلطات لم تتحرك لوقفه حتى الآن، ما أثار شبهات حول وجود تواطؤ بين المستثمر وبعض الجهات المسؤولة التي تسهل له إنجاز المشروع رغم معارضة الساكنة، فكيف يمكن السماح بإقامة قاعة حفلات وحانة للشيشة في منطقة مجاورة لمسجد، وعلى أرض تتبع الأوقاف؟
وعبر أحد المواطنين لجريدة “كواليس الريف” قائلا :
“ما يحدث هنا أمر غير مقبول إطلاقا ! كيف يتم كراء أرض تابعة للأوقاف لمشروع لا يخدم المصلحة العامة، بل يهدد القيم الدينية والاجتماعية لسكان الدوار ؟ يجب محاسبة كل من سمح بتمرير هذا العقد المشبوه.”