في قلب مدينة مكناس، حيث يتشارك البشر والحيوانات الأليفة ، اهتزت القلوب حزناً وألماً لما أثير من معاناةٍ قاسيةٍ عاشتها كائنات ضعيفة لا تملك صوتاً للدفاع عن نفسها.
فقد تحركت النيابة العامة بابتدائية مكناس استجابةً لاستغاثة جمعية محلية تُعنى بالرفق بالحيوان، إثر شكاية موجعة تحمل في طياتها تفاصيل أفعالٍ تنضح بالقسوة .
حملت جمعية “سلسبيل للبيئة والرفق بالحيوان” على عاتقها مسؤولية الدفاع عن هذه الأرواح البريئة، التي كانت ضحيةً لأفعال مؤلمة تتنافى مع قيم الرحمة والإنسانية. مستندةً إلى أصوات سكان درب الحفيان بحي السلطان محمد بن عبد الله، الذين عايشوا مشاهد من القسوة التي لا يتحملها قلب إنسان، رفعت الجمعية شكواها مطالبةً بإنهاء هذا الألم الذي امتد لأكثر من أربعة أشهر.
تحدثت الشكاية عن مشاهد تقشعر لها الأبدان، حيث كانت الحيوانات تُحتجز وتُعذب بلا رحمة، ثم تقتل بوحشية لتتحول إلى طعامٍ في مشهدٍ تتألم له الفطرة السليمة.
صورٌ ومقاطع وثقت هذه اللحظات القاسية، شاهدةً على معاناة تلك الكائنات التي لم تعرف في حياتها إلا الألم. ولم يكن الأمر مقتصراً على الحيوانات فقط، بل تجاوز ذلك ليصل إلى تهديد أمن السكان وسكينتهم، واغتصاب الأطفال ، والروائح الكريهة التي تنبعث من المنزل، إضافةً إلى التعرض لهم بالإهانة والتهديد، ما جعل حياتهم اليومية سلسلةً من الخوف والقلق.
إن هذه القضية ليست مجرد شكاية قانونية، بل هي نداءٌ لكل صاحب ضمير حي ليقف في وجه هذه الأفعال التي تتنافى مع الرحمة التي أوصت بها كل الشرائع السماوية، والقوانين التي وضعت لحماية الضعفاء. فالحياة تقوم على التراحم والتعايش، وحماية الأرواح – أياً كانت – مسؤولية تقع على عاتق كل إنسان يحمل في قلبه بذرة إنسانية.
عسى أن يكون هذا التحرك القانوني بدايةً لنهاية هذه المعاناة، وأن يحظى كل كائنٍ بحقه في العيش بأمان، بعيداً عن الألم والخوف.
03/03/2025