تشهد حديقة ڭوروڭو في جماعة بني أنصار تحولا جذريا يعيد لها بريقها بعد عقود من الإهمال والتدهور … الحديقة التي كانت قد فقدت رونقها وجاذبيتها نتيجة التخريب والتهميش، أصبحت اليوم محط اهتمام كبير .
هذا المشروع يشكل خطوة هامة نحو إحياء السياحة الجبلية في المنطقة، ويعد مثالا يحتذى به في دمج التنوع البيئي مع التنمية المستدامة.
تتجاوز الإصلاحات التي يشهدها مشروع إحياء حديقة ڭوروڭو ترميم المنشآت القديمة، حيث يشمل المشروع تطوير البنية التحتية بشكل كامل.، وتقسيم الحديقة إلى ثلاث مناطق رئيسية: ” ڭوروڭو 1 القرمود”، ” ڭوروڭو 2 بني أنصار”، و” ڭوروڭو 3 المنظار”، مع التركيز على تحسين المسالك وتحديث الطرقات التي تعرضت للتلف ، ويهدف إلى خلق بيئة أكثر جذبا للزوار والسياح .
شمل المشروع إضافة العديد من المرافق الحديثة التي ستساهم في جعل الحديقة وجهة مفضلة للسياحة المحلية والدولية … وتم إضافة مواقد للطهي لتمكين الزوار من الاستمتاع بالأجواء الطبيعية لساعات طويلة، كما تم تجديد أماكن لعب الأطفال وتزويد الحديقة بخزانات مياه جديدة لضمان تزويد المراحيض العمومية بالخدمة الدائمة ، هذا الإصلاح البنيوي الشامل يجعل الحديقة وجهة مريحة ومناسبة للأسر والعوائل والرحلات الجماعية .
وقرر جمال الشعراني عامل إقليم الناظور، من خلال المصالح المختصة ، تزويد الحديقة بالكهرباء عبر الألواح الشمسية. هذه المبادرة تساهم في تقليص الأثر البيئي للحديقة وتشجع على استخدام الطاقة المتجددة في جميع المرافق ، وفي إطار الاهتمام بالرياضة والترفيه، سيتم إنشاء ملعب لكرة القدم في منطقة “كروكو 1 القرمود” إضافة إلى مسالك رياضية مخصصة لمحبي رياضة المشي، مما يوفر فرصا رياضية متنوعة لشباب المنطقة وزوارها .
وشدد عامل الناظور على أن تتم جميع الأعمال وفقا للمحيط البيئي للحديقة، حيث لم تجر أي تغييرات تؤثر على التنوع البيولوجي الغني للمنطقة، بل تمت جميع الإصلاحات بطريقة تحافظ على هذه الخصائص الطبيعية وتدمجها بشكل متناسق مع المشروع … هذه المقاربة تضمن توازنا دقيقا بين التنمية والحفاظ على التراث البيئي، مما يجعل الحديقة نموذجا للمشاريع التي تراعي الاستدامة.
يعد مشروع إحياء حديقة ڭوروڭو في بني أنصار تجسيدا حقيقيا لرؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة المنطقة على خريطة السياحة الجبلية في المغرب. من خلال هذه الإصلاحات الكبيرة، سيصبح المشروع مثالا يحتذى به في كيفية دمج التطوير البيئي مع الاحتفاظ بالهوية الطبيعية للمنطقة … ومع تزايد الاهتمام بهذا الموقع، من المتوقع أن تصبح الحديقة نقطة جذب رئيسية لكل من السياح والمقيمين.
يُنتظر أن تسهم حديقة ڭوروڭو بشكل كبير في تطوير قطاع السياحة الجبلية في إقليم الناظور، ما يساهم في الرفع من مستوى الخدمات ويعزز من المكانة الاقتصادية للمنطقة.