يبدو أن سفير الجزائر في لاتفيا قرر أن يكون نموذجًا حيًا لمفهوم “التنسيق العشوائي” في عالم الأزياء الدبلوماسية! فبدلًا من الاكتفاء بسرقة تسمية الجلابة المغربية وإعادة تسويقها تحت اسم “القشابية”، ها هو يرتديها بطريقة تجعل المرء يتساءل: هل هو في مهمة رسمية أم في طريقه لحضور عرس قروي؟
البدلة الرسمية؟ موجودة. رابطة العنق؟ حاضرة. الحذاء اللامع؟ يلمع أكثر من صورته الدبلوماسية. لكن المفاجأة الكبرى أنه قرر إضافة القشابية فوق كل هذا الزي الرسمي، ليبدو وكأنه فارس من العصور الوسطى نسي درعه في المنزل! النتيجة؟ مزيج غريب بين دبلوماسي رسمي وعارض أزياء في مهرجان شعبي، لدرجة أن المارة قد يخلطون بينه وبين “بوجمعة الفروج” الذي خرج لتوه من عرض مسرحي هزلي.
ولكن، ما يثير السخرية أكثر هو أن التقليد لم يتوقف عند حدود اللباس، بل امتد إلى محاولة نسخ البروتوكول الدبلوماسي المغربي، وكأن الحل الوحيد لستر الفشل الجزائري هو التظاهر بأن لا فرق بين الأصل والتقليد! وهنا تكمن المشكلة الحقيقية: فالعالم ليس غبيًا، وسعادة السفير الجزائري المبهدل أثبت أن التقليد لا يُنتج سوى نسخة مشوهة، لا هي مغربية ولا هي دبلوماسية… فقط مشهد كاريكاتوري هزيل!
الدبلوماسية الجزائرية لم تفشل فقط في تقديم صورة محترمة لبلدها، بل أظهرت مرة أخرى هوس النظام الجزائري العفن بالمغرب، حتى في التفاصيل الصغيرة كالأزياء والتقاليد والأكل … فبدلًا من التركيز على تحسين صورتها في الخارج، تجد الجزائر نفسها في سباق عبثي مع المغرب، تحاول تقليده دون نجاح، لتتحول إلى مادة دسمة للسخرية بدلًا من أن تكون لاعبًا محترمًا في الساحة الدولية.
الدبلوماسية ليست مجرد لباس، بل هي حضور وهيبة ورمز للدولة، لكن حينما يكون التمثيل الدبلوماسي الجزائري مجرد استعراض رديء، يتحول السفراء إلى نُكت متحركة بدلًا من أن يكونوا وجوهًا مشرفة لبلدانهم. ولكن مهلاً، ربما في المرة القادمة سيضيف برنوسًا فوق القشابية حتى تكتمل الصورة… أو ربما سيقرر ارتداء سروال فضفاض فوق بدلته الرسمية، فمن يدري؟ عند الدبلوماسية الجزائرية، كل شيء ممكن .… إلا النجاح !
04/03/2025