فيما استقبل المغاربة بترحاب واسع قرار الملك محمد السادس الداعي إلى الامتناع عن إقامة شعيرة الذبح هذا العام، وسط إشادة الحكومة والأحزاب السياسية، خلّف القرار أثراً عميقاً لدى فئة أخرى من المجتمع، خصوصاً “الكسابة” الصغار، الذين وجدوا أنفسهم أمام مستقبل غامض دون أن يبدوا أي اعتراض عليه. هؤلاء المربون، الذين كرّسوا شهوراً لرعاية مواشيهم تحضيراً لعيد الأضحى، باتوا اليوم في مواجهة خسائر غير متوقعة، دون بوادر دعم تخفف من وقع الأزمة عليهم.
يستحضر رشيد، أحد مربي الأغنام الصغار بإقليم العرائش، صدمته إزاء القرار، بعدما ظل لأكثر من عام يكدّ ليلاً ونهاراً لتربية قطيعه، الذي كان يأمل في بيعه خلال العيد. إلا أن الإلغاء جاء ليقلب موازينه رأساً على عقب، تاركاً إياه أمام تحدّيات مالية خانقة، في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف وشحّ الموارد. ويؤكد أن غياب أي دعم حكومي سيجعل الاحتفاظ بالقطيع حتى العام المقبل أمراً شبه مستحيل، متسائلاً عن الدور الذي ستلعبه الحكومة لحماية “الكسابة” من الإفلاس.
من جهته، يرى محمد الصغير، مربي الأغنام من سبت كزولة بآسفي، أن إلغاء العيد يمثل “ضربة قاضية” لصغار المربين، موضحاً أن تراجع الأسعار إلى النصف في الأسواق لم يضر “الشناقة” بقدر ما أصاب “الكسابة” في مقتل، حيث إنهم يتحملون الخسائر وحدهم. ويحذر من تداعيات كارثية في الأشهر المقبلة، مع تزايد الأعباء المالية وصعوبة تأمين العلف، داعياً الحكومة إلى تدخل عاجل لإنقاذ الثروة الحيوانية عبر تقديم دعم مباشر، يضمن استمرار صغار المربين في نشاطهم ويحمي القطاع من الانهيار.
05/03/2025