في مشهد يذكّر بظلال الماضي، أصيبت حركة القطارات في باريس بالشلل التام بعد العثور على قنبلة ضخمة تعود للحرب العالمية الثانية وسط السكك الحديدية بمحطة “غار دي نور”، إحدى أكثر المحطات ازدحامًا في أوروبا.
الحادثة، التي بدت وكأنها مشهد من فيلم سينمائي، تسببت في إجلاء مئات الركاب وإيقاف الرحلات من وإلى المحطة، مما أثار حالة من الترقب والقلق في العاصمة الفرنسية. القنبلة المكتشفة تزن 500 كيلوغرام، من بينها 200 كيلوغرام من المتفجرات الصرفة، وهو ما جعل السلطات تتحرك بسرعة وحذر بالغين.
ووفقًا للخبراء، فإن مثل هذه القنابل التي تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية ما زالت تشكّل تهديدًا رغم مرور العقود، حيث يُعتقد أن هذه القنبلة كانت مدفونة تحت السكك لعقود قبل أن يتم اكتشافها خلال أعمال صيانة. فرق تفكيك المتفجرات سارعت إلى الموقع، وسط إجراءات أمنية مشددة، لإجراء عملية نزع فتيل القنبلة وتفكيكها دون وقوع أي مخاطر.
وأثار هذا الاكتشاف تساؤلات حول مدى إمكانية وجود ذخائر أخرى مدفونة في مناطق حيوية كهذه، خاصة أن باريس وغيرها من المدن الأوروبية لا تزال تحمل آثار الحرب العظمى، التي لم تزل تفاجئ العالم بمخلفاتها القاتلة.
بينما ينتظر الجميع انتهاء المهمة بنجاح، يبقى المشهد في محطة “غار دي نور” دليلًا حيًا على أن الماضي لا يزال قادرًا على فرض حضوره، حتى في أكثر الأماكن حداثة وصخبًا.
07/03/2025