أعلنت السلطات السورية عن تورط إيران في دعم فلول نظام بشار الأسد المتورطين في العمليات المسلحة الأخيرة التي هددت استقرار البلاد. وأكد علي الرفاعي، مدير العلاقات العامة بوزارة الإعلام، مساء الجمعة، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحرير جميع الأسرى الذين احتجزتهم مجموعات تابعة للنظام السابق، مشيرًا إلى أن هذه العمليات نُفذت بدعم مباشر من طهران بهدف إعادة زرع الفوضى وتقويض استقرار سوريا بعد ثلاثة أشهر من سقوط الأسد.
من جانبه، وجّه رئيس جهاز الاستخبارات العامة، أنس خطاب، اتهامات مباشرة لقيادات عسكرية وأمنية سابقة بالتواطؤ مع إيران لزعزعة الاستقرار، مؤكدًا أن هذه العناصر تتحرك تحت توجيهات شخصيات هاربة خارج البلاد. وأوضح خطاب، عبر منصة “إكس”، أن أجهزة الأمن كشفت مخططًا شاملاً مدعومًا من إيران لإعادة الفوضى إلى سوريا، مشددًا على أن السلطات ستتعامل بحزم مع أي محاولة لزعزعة الأمن.
في هذا السياق، كانت إيران قد أعلنت في ديسمبر 2024 عن نيتها إرسال صواريخ وطائرات مسيرة ومستشارين عسكريين إلى سوريا لدعم نظام الأسد في مواجهة تقدم قوات المعارضة. يأتي ذلك بعد تعرض النظام لخسائر ميدانية كبيرة، مما دفع طهران إلى تعزيز دعمها العسكري للحفاظ على نفوذها في المنطقة.
وفي ظل هذه التطورات، تشهد المدن السورية، وعلى رأسها العاصمة دمشق، حالة من التوتر الشعبي، مع تصاعد الاحتجاجات ضد أي محاولات لإعادة البلاد إلى حالة الفوضى التي سادت خلال حكم النظام السابق. وقد حذّر أنس خطاب عناصر النظام السابق ومن يدعمهم، مؤكدًا أن الدولة لن تتهاون في ملاحقة كل من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، وداعيًا إياهم إلى تسليم أنفسهم وأسلحتهم قبل فوات الأوان.
تجدر الإشارة إلى أن سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024 شكّل ضربة قوية لإيران، التي اعتبرت الأسد حليفًا استراتيجيًا في المنطقة. وقد أدى هذا السقوط إلى إضعاف ما يُعرف بـ”محور المقاومة” الذي تقوده طهران، مما دفعها إلى إعادة تقييم سياستها الإقليمية في ظل المتغيرات الجديدة.
وكالات :
08/03/2025