في خطوة مفاجئة، قررت الجزائر استيراد مليون رأس من الماشية استعدادًا لعيد الأضحى، وهو القرار الذي جاء على النقيض تمامًا مما صرّح به رئيس دولة الكابرانات قبل أشهر، حينما أعلن بكل ثقة أن بلاده لن تستورد الماشية من أجل الأضحية! فماذا تغيّر بين الأمس واليوم؟ وهل نحن أمام حرب تصريحات أم اعتراف بواقع اقتصادي مرير؟
بين “الاكتفاء الذاتي” والواردات العاجلة !
لطالما تغنّت بعض الدول المجاورة بالاكتفاء الذاتي، وادّعت أنها لن تحتاج إلى استيراد الخراف، في محاولة لإظهار اقتصادها كقوة مستقلة قادرة على تلبية حاجيات مواطنيها. لكن يبدو أن الواقع كان له رأي آخر، فبين شحّ الثروة الحيوانية وارتفاع الأسعار، لم يكن هناك مفرّ من اللجوء إلى الأسواق الخارجية لتغطية العجز.
الجزائر تتحرك.. ومن سخر في ورطة !
قرار الرئيس عبد المجيد تبون باستيراد مليون رأس من الماشية لم يكن فقط لتأمين وفرة الأضاحي، بل كان أيضًا ضربة موجعة لمن سخروا سابقًا من فكرة الاستيراد. اليوم، وبعد كل المزايدات الكلامية، يجد البعض أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما:
1. التمسك بكبريائهم وعدم الاستيراد، وبالتالي ترك المواطنين يواجهون أسعارًا جنونية وانعدام الأضاحي.
2. التراجع عن التصريحات السابقة وفتح أبواب الاستيراد، مما سيعني اعترافًا صريحًا بفشل سياساتهم في تأمين حاجيات الشعب.
عيد تحت المجهر .. والمنافسة تشتعل !
مع اقتراب عيد الأضحى، ستتحول الأسواق إلى ساحة اختبار حقيقية بين من استطاع توفير الأضاحي لمواطنيه، وبين من اكتفى بالشعارات الفارغة. فبينما الجزائريون يستعدون لاستقبال خرافهم المستوردة، لا تزال بعض الأنظمة تتخبط في قراراتها، تحاول إنقاذ ماء الوجه بعد أن كشفت الوقائع حقيقة الوضع!
ويبقى السؤال الأهم: هل سيتحمّل المواطن ثمن هذه السياسات، أم أن الاعتراف بالخطأ هو أول خطوة نحو الحل؟
09/03/2025