تصعيد جديد في التوتر بين المغرب وإسبانيا بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الأميرال الإسباني المتقاعد خوان رودريغيز غارات. ففي مقابلة مع إذاعة “كوبي” الإسبانية، أكد غارات أن إنشاء جيش أوروبي موحد سيكون مفتاحًا لحماية سبتة ومليلية في حال تعرضتا لأي “تهديد” من المغرب.
وأضاف أن معاهدة الاتحاد الأوروبي لا تضع حدودًا جغرافية، مما يعني أن أي محاولة لاسترجاع المدينتين المحتلتين قد تستدعي تدخلاً عسكريًا أوروبيًا!
المغرب يرفض “الاستفزازات” ويؤكد موقفه
أثارت هذه التصريحات غضبًا واسعًا في المغرب، الذي يؤكد أن سبتة ومليلية جزء لا يتجزأ من أراضيه، ويعتبر الوجود الإسباني فيهما استعمارًا تاريخيًا يجب إنهاؤه عبر الحوار والمسار الدبلوماسي، وليس عبر التهديد العسكري.
وفي تعليق على هذه التصريحات، شددت مصادر مغربية على أن المملكة لا تحتاج إلى “إذن” من أي جهة للدفاع عن سيادتها ومصالحها الوطنية، وأن القوة العسكرية المغربية تأتي في إطار تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، وليس من أجل تهديد أي دولة مجاورة.
حسابات إسبانية.. هل تريد مدريد تصعيد المواجهة؟
يرى مراقبون أن تصريحات غارات تعكس قلقًا متزايدًا في الأوساط الإسبانية من الصعود العسكري والاقتصادي للمغرب، الذي أصبح شريكًا استراتيجيًا للعديد من القوى العالمية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي نفسه.
فالمغرب، الذي أصبح قوة صاعدة في القارة الإفريقية، يعزز تحالفاته العسكرية والاقتصادية مع قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين، مما يضع مدريد في موقف حرج داخل الاتحاد الأوروبي.
جيش أوروبي.. مناورة سياسية أم تهديد حقيقي؟
تأتي هذه التصريحات في وقت تطرح فيه أوروبا فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد لمواجهة التحديات الأمنية، خصوصًا مع استمرار الحرب في أوكرانيا. غير أن طرح هذا الجيش كوسيلة “لردع المغرب” يثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية لإسبانيا، ومدى استعداد الاتحاد الأوروبي للانخراط في مواجهة مع دولة شريكة له في قضايا الأمن والطاقة والهجرة.
المغرب يراقب … وأوروبا منقسمة
في ظل هذه التطورات، يظل السؤال المطروح: هل تسعى مدريد بالفعل إلى جرّ أوروبا إلى مواجهة مع المغرب؟ أم أن الأمر مجرد مناورة سياسية لإعادة ترتيب الأوراق في علاقاتها مع الرباط؟
الأيام القادمة وحدها ستكشف حقيقة النوايا الإسبانية، لكن ما هو مؤكد أن المغرب لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي تهديد، وسيواصل الدفاع عن سيادته ومصالحه الإقليمية بكل الوسائل المتاحة.
09/03/2025