تشهد أسعار النفط العالمية في الآونة الأخيرة انخفاضا ملحوظا، حيث تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات، فقد انخفض خام برنت إلى أقل من 70 دولارا للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى نحو 66.76 دولارا للبرميل.
ويعود هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل المتداخلة. أبرزها قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، المعروفين باسم “أوبك+”، بزيادة إنتاج النفط اعتبارا من أبريل المقبل، هذا القرار أثار مخاوف بشأن فائض محتمل في العرض، مما ضغط على الأسعار.
بالإضافة إلى ذلك، أدت التوترات التجارية العالمية، خاصة مع تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات النفط من كندا والمكسيك، إلى زعزعة ثقة المستثمرين في استقرار الطلب العالمي على النفط. هذه الخطوات التصعيدية قد تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي على استهلاك الوقود.
ومن جهة أخرى، ساهمت التطورات الجيوسياسية، مثل استعداد روسيا لمناقشة هدنة مؤقتة في أوكرانيا، في تخفيف حدة المخاطر التي كانت تدعم الأسعار سابقا، كما طلبت الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، من مصافيها تقليل إنتاج الوقود الأساسي مثل البنزين والديزل، مما يشير إلى تقلبات في توقعات الطلب على المدى الطويل.
وفي ظل هذه المستجدات، خفضت بعض المؤسسات المالية توقعاتها لأسعار النفط، على سبيل المثال، توقع بنك “مورجان ستانلي” أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 70 دولارا هذا العام، بينما أشار بنك “جيه بي مورجان تشيس” إلى احتمال انخفاض الأسعار إلى حوالي 50 دولارا للبرميل.
10/03/2025