يشترك العلويون في سوريا والمغرب في الاسم، فإنهم يختلفون بشكل جذري في النشأة والتاريخ والدور السياسي … ففي المغرب، حافظت الدولة العلوية على استقرارها عبر العصور، متوارثة الحكم بسلاسة، بينما جاءت سيطرة العلويين في سوريا من خلال انقلاب عسكري، ما جعل موقعهم في المجتمع أكثر تعقيدًا.
علويو المغرب … جذور ملكية راسخة
يرتبط العلويون في المغرب بتأسيس الدولة العلوية التي تعود جذورها إلى عام 1640 مع مولاي محمد بن الشريف. ينحدرون من سجلماسة ونجحوا في توحيد المغرب تحت حكمهم بعد انهيار الدولة السعدية.
على المستوى الديني، يتبع العلويون في المغرب المذهب السني المالكي في الفقه والأشعري في العقيدة، مع اعتمادهم “التصوف السني” على نهج الإمام الجنيد. ويتمتع ملوك المغرب بلقب “أمير المؤمنين”، ما يرسّخ دورهم الديني إلى جانب السياسي.
علويو سوريا.. صعود عبر القوة السياسية
على الجانب الآخر، ظهر العلويون في سوريا في القرن التاسع الميلادي، منسوبين إلى محمد بن نصير، تلميذ الحسن العسكري الإمام الحادي عشر لدى الشيعة الإثني عشرية.
في ظل الانتداب الفرنسي، عانى العلويون من التهميش، لكن مع وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1970، تغيرت مكانتهم جذريًا، إذ سيطروا على مفاصل الدولة عبر الأجهزة الأمنية والجيش. وبعد وفاة الأسد الأب، تولى ابنه بشار الأسد الحكم، ليظل العلويون في قلب المشهد السياسي السوري.
الربيع العربي والخلافات بين النظامين
مع اندلاع ثورات الربيع العربي، ظهر الخلاف بين الرباط ودمشق، حيث دعم المغرب الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الأسد، بينما ردّت سوريا بدعم جبهة البوليساريو، التي تنازع المغرب على الصحراء المغربية.
بينما تستمر الدولة العلوية في المغرب كأحد أقدم الملكيات المستقرة في العالم، يواجه العلويون في سوريا واقعًا مختلفًا، حيث تظل علاقتهم بالسلطة محط جدل داخلي وصراعات سياسية.
10/03/2025