يقول ابن القيم: “يفعل الأحمق بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه”، ولكن عندنا، الأحمق لا يكتفي بإيذاء نفسه، بل يحرص على أن يعاني معه الجميع، وخاصة المواطن المسكين الذي باتت فاكهته المفضلة تحت الحجز السياسي!
بعدما قررت الإكوادور، التي تزوّد الجزائر بـ 80% من وارداتها من الموز، سحب اعترافها ب “جمهورية البوليساريو” ، جاء رد عباقرة النظام العسكري في الجزائر سريعًا : قطع العلاقات التجارية معها ! نعم، لأن أقوى رد على موقف دبلوماسي هو معاقبة الشعب برفع أسعار الموز إلى 60 درهمًا مغربية للكيلوغرام عندهم ، وكأن المواطن الجزائري من أصدر قرار الإكوادور !
لكن القصة لا تنتهي هنا، لأن النظام لم يترك نفسه في موقف المتفاجئ، بل تحرك مسبقًا، في عملية أقرب إلى فيلم سرقة محترف. قبل إعلان القرار، تم توزيع كبونات الاستيراد بشكل مستعجل، وتخزين كميات ضخمة من الموز الذي يعشقه الجزائريون في وحدات التبريد، ليتحول هذا “الكنز الأصفر” إلى مصدر أرباح خيالية. المواطن، الذي بالكاد يستطيع شراء كيس حليب، أصبح مطالبًا بدفع ثمن المناورات السياسية من جيبه، فيما يحقق تجار الأزمة مكاسب طائلة.
في النهاية، يبدو أن الموز لم يعد مجرد فاكهة، بل صار ورقة ضغط سياسية واستراتيجية اقتصادية بيد العصابة الحاكمة. والسؤال المطروح الآن: بعد الموز، أي منتج سيكون الضحية القادمة؟ الطماطم؟ البطيخ؟ أم ربما سنشهد قريبًا سوقًا سوداء للبصل ؟
10/03/2025