تجنبت حكومة بيدرو سانشيز إصدار أي موقف رسمي بشأن الأنباء المتداولة حول تشكيل “اللجنة التنسيقية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية” في المغرب، والتي تقول بعض المصادر الإعلامية الإسبانية إنها تهدف إلى إعادة فتح النقاش حول الوضع القانوني للمدينتين.، ورغم الجدل الذي أثير داخل بعض الأوساط السياسية الإسبانية، اكتفت مدريد بالتأكيد على متانة علاقاتها مع المغرب، مما يعكس رغبتها في الحفاظ على التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
أثار هذا النهج الحذر انتقادات داخل بعض الدوائر السياسية في إسبانيا، لا سيما من حزب ڤوكس، الذي دعا إلى موقف أكثر وضوحًا تجاه التحركات المغربية. إلا أن الحكومة الإسبانية، في ردها الرسمي، شددت على أهمية الشراكة مع المغرب باعتبارها عامل استقرار في المنطقة، متجنبة أي تصريحات قد تؤثر سلبًا على العلاقات الثنائية.
تأتي هذه المبادرة في سياق دبلوماسية مدنية، تجسد تفاعلًا مجتمعيًا مع قضية وطنية تُعتبر راسخة في الوجدان المغربي. فلطالما كانت مسألة سبتة ومليلية جزءًا من النقاش العام داخل المغرب، حيث يُنظر إليهما على أنهما جزء لا يتجزأ من التراب الوطني.
وفي نونبر 2024، تداولت وسائل إعلام إسبانية أخبارًا عن اجتماع في بني أنصار، قيل إنه جمع عددًا من الجمعيات المغربية لمناقشة مستقبل المدينتين. ورغم أن بعض الفعاليات التي ذُكر اسمها، مثل عبد الحميد عقيد، نائب رئيس جماعة بني أنصار، نفت أي صلة مباشرة بالمبادرة، فإن بعض الأوساط الإعلامية في إسبانيا روجت لفكرة أن الأمر يمثل تحركًا منظمًا من قبل الرباط، وهو ما لم يصدر بشأنه أي تأكيد رسمي مغربي.
لطالما كانت قضية سبتة ومليلية محور اهتمام الفاعلين المغاربة عبر التاريخ، حيث شهدت السنوات الماضية تحركات مدنية ورمزية تُجسد المطالبة المغربية بحقهما التاريخي.
ومن بين أبرز هذه التحركات، ما قام به المستشار يحيى يحيى، الذي عُرف بمواقفه حول القضية، وقاد عدة مبادرات تهدف إلى إبراز الطابع المغربي للمدينتين. ولعل إحدى أبرز هذه الخطوات كانت بتر ذراع تمثال الجنرال الإسباني بيدرو دي ستوبينان في مليلية المحتلة سنة 2012، وهي خطوة اعتبرها الكثيرون رسالة احتجاجية رمزية ضد استمرار الاستعمار الإسباني.
12/03/2025