رمضان، شهر العبادة والغفران ، تحوّل بقدرة قادر إلى موسم استثماري بامتياز في بعض المساجد، وكأننا أمام عرض خاص من تخفيضات “البلاك فرايدي”. الفرق الوحيد؟ هنا لا توجد خصومات، بل الأسعار ثابتة: ادفع 2000 يورو أو ابحث عن مسجد آخر!
في قلب إسبانيا، وتحديدًا في مسجد عمر بن الخطاب التابع لجمعية السلام الإسلامية بالمرادي بإقليم أليكانتي، المشهد أشبه بمزاد علني: من يدفع أكثر، يحجز مكانه للصلاة في أجواء “إيمانية” محسّنة. أما أولئك الذين يأتون بقلوب خاشعة ولكن بجيوب خاوية، فليبحثوا عن صفقات صلاة أكثر تناسب قدرتهم الشرائية!
أما الجالية المسلمة، وخصوصًا المغربية منها، فقد أصبحت “بقرة حلوبًا”، تدفع دون سؤال، تقبل الاستغلال دون تذمّر، وتموّل هذا المشروع الربحي المربح باسم الدين. حتى المصلون الذين عادةً ما يثورون لأبسط الأمور، تجدهم هنا يلتزمون الصمت وكأنهم موافقون ضمنيًا على تسعير العبادة!
وهنا يطرح السؤال نفسه: هل أصبح الدخول إلى بيوت الله يحتاج إلى تصريح مالي؟ هل تحولت الصلاة من عبادة روحية إلى خدمة مدفوعة؟ يبدو أننا على أعتاب ابتكار ديني جديد، وربما سنرى قريبًا تطبيقًا إلكترونيًا يتيح لك حجز مكانك في الصف الأول مقابل رسوم إضافية، أو حتى اشتراكات VIP تمنحك امتيازات خاصة، مثل صلاة التراويح مع “تسهيلات الدفع”!
في النهاية، يبدو أن بعض المساجد استلهمت نموذجها الاقتصادي من عالم المال والأعمال، حيث “الصلاة المتميزة” أصبحت فرصة استثمارية بدلًا من تجربة روحانية. فهل سنشهد قريبًا اشتراكات سنوية، وبطاقات ذهبية، وعروض حصرية للصلاة في رمضان؟
12/03/2025