أثار تصريح لحسن السعدي، كاتب الدولة لدى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، جدلا واسعا بعدما نفى وجود غلاء في الأسعار، معتبرا أن الأزمة “مجرد تضخيم على مواقع التواصل الاجتماعي”، حيث أكد السعدي، في خرجة إعلامية غير محسوبة، أن أسعار المواد الأساسية في “وضعها الطبيعي”، بينما ارتفاع بعض أسعار الخضر أمر “معتاد” لدى المغاربة.
فهذا التصريح لم يمر مرور الكرام، حيث قوبل بموجة انتقادات حادة من قبل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين وصفوه بأنه “انفصال عن الواقع” ومحاولة لتبرير الأزمة الاقتصادية التي يواجهها المواطن المغربي، واعتبروا أن إنكار الغلاء لا يعكس سوى استخفاف الحكومة بمعاناة المواطنين اليومية، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.
ولم تقتصر الانتقادات على مضمون التصريح فقط، بل امتدت إلى شخص لحسن السعدي نفسه، حيث أطلق عليه نشطاء لقب “الوزير الرقّاص”، في إشارة إلى رقصة شهيرة ظهر فيها بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش، على أنغام أغنية “مهبول أنا”، واعتبر أغلب النشطاء أن وصوله إلى المنصب جاء كنوع من “التكريم” لتلك الرقصة، وليس استنادا إلى الكفاءة أو الإنجازات.
وفيما حاول السعدي تبرير الأزمة بوجود “جهات داخلية” – بينها المعارضة – تسعى إلى “تأجيج الرأي العام” لحجب إنجازات الحكومة، يرى مراقبون أن مثل هذه التصريحات لا تزيد إلا في توسيع الهوة بين المواطنين والسلطة، خاصة عندما تصبح الأزمات الاقتصادية مجرد “روايات فيسبوكية” في نظر المسؤولين.
وبينما يواجه المغاربة تحديات معيشية حقيقية، تثير مثل هذه التصريحات تساؤلات حول مدى إدراك بعض المسؤولين لواقع الشارع المغربي، الذي لم يعد يكتفي بمتابعة المشهد، بل يرد عليه بأساليب ساخرة تُسقط أقنعة الخطاب الرسمي الواحد تلو الآخر.
12/03/2025