قبل رمضان بأيام ، وفي سابقة قد تثير اهتمام خبراء التغذية أكثر من خبراء القانون، يبدو أن نزلاء السجن المحلي 2 بالناظور ، يخضعون لبرنامج “ريجيم” صارم ، لكن دون استشارتهم أو رغبتهم! فبدلًا من تلقي وجبات متوازنة تحترم حقوق الإنسان، يحصل السجناء على ما يشبه “الوجبة الرمزية”، التي قد لا تكفي حتى لإنعاش عصفور، ناهيك عن رجل بالغ يقضي عقوبته “ليتعلم درسًا” في الحياة، وليس في فن البقاء على قيد الحياة بأقل قدر من السعرات الحرارية !
وإذا كان يعتقد أن تأخير وجبة الفطور إلى ما بعد الظهر هو مجرد صدفة، فهذا خطأ ! إنه جزء من استراتيجية “التشويق والإثارة”، حيث يبقى السجين مشدود الأعصاب، يتساءل طوال الوقت : هل سأحظى بطعام اليوم، أم عليّ الانتظار للغد؟ إنها طريقة مبتكرة لكسر الروتين، وتحفيز الفكر التأملي حول قيمة الطعام في حياة الإنسان!
أما بالنسبة للحصة الغذائية اليومية، فقد تم تحديدها بكل “دقة وحرص”، حيث لا تتجاوز 12 درهمًا، مقارنة بـ 21 درهمًا في سجون أخرى! هل هي سياسة تمييز بين السجناء؟ أم أن النزلاء في الناظور يعتبرون “شخصيات ثانوية” في مسلسل العقوبات الإصلاحية؟ في كلتا الحالتين، يبدو أن العدالة هنا لا تعني بالضرورة “المساواة في التغذية”!
لكن لا داعي للقلق، فقد تدخل البرلمان مشكورًا بطرح سؤال حول هذه الأزمة ، ويبقى السؤال الأهم : هل ستتحرك الجهات المسؤولة لإصلاح الوضع، أم أن السجناء سيواصلون رحلتهم القسرية في عالم الجوع والانتظار ؟ في النهاية، يبدو أن «سجن الناظور 2» ليس مجرد سجن، بل تجربة فريدة في الصيام غير الطوعي، وإعادة تعريف حقوق الإنسان بمنطق التقشف الإجباري !
12/03/2025