تواصل السلطات المغربية تحقيقاتها حول النفق السري الذي يربط المغرب بمدينة سبتة المحتلة، والذي تم اكتشافه مؤخرًا بعد سنوات من استغلاله في تهريب المخدرات. وقد بدأت السلطات هذا الأسبوع في استخدام كابلات استشعار وكاميرات متطورة لجمع بيانات دقيقة عن مسار النفق وبنيته التحتية.
تمركزت الفرق التقنية بالقرب من وادي “أرويو دي لاس بومباس”، حيث أجرت قياسات دقيقة لساعات مستغلة استقرار الأحوال الجوية بعد انقطاع الأمطار. وأسفرت عمليات الفحص عن فهم أعمق لامتداد النفق، الذي استُخدم لسنوات في تهريب كميات كبيرة من الحشيش بعيدًا عن المراقبة الأمنية التقليدية.
في السياق ذاته، تواصل قوات الأمن المغربية، من شرطة ودرك ملكي، انتشارها المكثف في المنطقة لضمان مراقبة مستمرة لمحيط النفق ومنع أي محاولات لاستغلاله مجددًا. وتأتي هذه التحقيقات في إطار عملية “هاديس”، التي تُشرف عليها المحكمة الوطنية الإسبانية، حيث تم حتى الآن توقيف 14 شخصًا، أُودع معظمهم في السجن الاحتياطي، بينما تستمر التحقيقات في سرية تامة حتى نهاية الشهر الجاري.
يُذكر أن النفق تم اكتشافه في مستودع صناعي مغلق منذ عامين في المنطقة الصناعية “تراخال” بمدينة سبتة المحتلة، ويمتد على عمق 12 مترًا وبطول 50 مترًا على الأقل داخل الأراضي الإسبانية. وكان النفق مجهزًا بإضاءة أساسية ومدعمًا بألواح خشبية، مما يشير إلى استخدامه في عمليات تهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا.
تسعى السلطات المغربية والإسبانية إلى التعاون المشترك لتحديد الامتداد الكامل للنفق على الجانب المغربي، والتأكد من وجود أي مداخل أو مخارج أخرى محتملة. وقد أرسلت القاضية ماريا تاردون من المحكمة الوطنية الإسبانية طلب مساعدة قضائية إلى السلطات القضائية المغربية، بهدف إشراك الأجهزة الأمنية المغربية في التحقيقات الجارية حول النفق.
تُظهر هذه الجهود المشتركة التزام البلدين بمكافحة شبكات تهريب المخدرات وضمان أمن الحدود.
13/03/2025