يبدو أن “قفة رمضان”، التي يُفترض أن تكون بارقة أمل للفقراء والمعوزين، تحولت في جماعة شقران إلى “قفة الولاء السياسي”، حيث لم يعد معيار الاستفادة هو الحاجة، بل بطاقة الانتماء الحزبي، وكأن الجوعى مطالبون أولًا بتجديد ولائهم السياسي قبل ملء بطونهم الفارغة!
فبحسب ما كشفته مصادر جريدة “كواليس الريف”، لم تسلم هذه المبادرة الخيرية من “لمسة إبداعية” من طرف خليفة القائد، الذي قرر أن يضيف تعديلاته الخاصة على لوائح المستفيدين، بإجبار أعوان السلطة على تسجيل أسماء محددة، شريطة أن تكون محسوبة على حزب معين، في خطوة تؤكد أن حتى الجوع أصبح له انتماء سياسي!
المثير للسخرية أن بعض “المستفيدين” لم يعودوا حتى من سكان الجماعة، بعدما شدّوا الرحال إلى مدن أخرى منذ سنوات، لكن يبدو أن “قفة رمضان” لديها قدرة خارقة على تتبع الأوفياء حتى بعد مغادرتهم! وفي المقابل، تم إقصاء عائلات تعيش أوضاعًا مأساوية لمجرد أنها لم تحظَ بـ”البركة السياسية” المطلوبة.
وأمام هذا العبث، لم تجد الساكنة حلًا سوى مناشدة وزير الداخلية ومؤسسة محمد الخامس للتضامن للتدخل العاجل، ليس فقط لإنصاف الفقراء الحقيقيين، ولكن أيضًا لإنقاذ سمعة المبادرة من التحول إلى مزاد سياسي، حيث تُباع القفف بالولاء بدل الحاجة! فهل ستتحرك الجهات المسؤولة، أم أن “قفة رمضان” ستظل حكرًا على المحظوظين سياسيًا، فيما يواصل الفقراء الحقيقيون صيامهم الإجباري خارج الحسابات .
13/03/2025