تستعد مدينة الناظور لاستقبال مشروع رياضي ضخم من شأنه أن يضعها على خارطة الرياضة الوطنية ، بعد إعلان عمالة الناظور عن إنشاء ملعب كرة قدم بمعايير دولية، بسعة 20 ألف مقعد وبتكلفة 50 مليار سنتيم، دون احتساب كلفة العقار، وأصبح الحديث عن هذا المشروع الذي سيُشيد على مساحة 20 هكتارًا في جماعة الناظور هو الأبرز … هذا الملعب المنتظر سيشكل إضافة كبيرة للبنية التحتية الرياضية في المنطقة، ويمنح الفرصة لعشاق الرياضة في الناظور والجوار للاستمتاع بالمباريات الكبرى والفعاليات الرياضية الدولية.
لكن مع اقتراب موعد البدء في تنفيذ هذا المشروع الضخم، ظهرت بعض الأصوات التي حاولت الاستفادة من الأضواء التي تسلطها وسائل الإعلام والشارع على هذا الحدث، متاجرة بذلك باسم المدينة والمشروع ! فمجموعة من الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بـ “الفاعلين المدنيين” و”المهتمين بالشأن المحلي”، بدأوا في الظهور بشكل مكثف على الساحة مدعين الفضل في هذا الإنجاز ، بل وتراوحت تصريحاتهم بين التفاخر والمبالغة في الدور الذي قاموا به.
ومع الأسف، فإن هؤلاء الأفراد ليسوا سوى ركاب على موجة المشروع، يحاولون استغلال الإنجاز لصالحهم وتلميع صورتهم أمام الرأي العام … فعلى الرغم من أنهم يروجون لأنفسهم على أنهم كانوا وراء دفع المشروع إلى الأمام، إلا أن واقع الحال يشير إلى أنهم لم يقدموا أي إسهامات في إنجازه. يقتصر دورهم على التصريحات العامة في مواقع التواصل الاجتماعي ، بينما لم يتخذوا أي خطوة ملموسة أو فعالة في مجال التنفيذ.
من بين هؤلاء “الفاعلين” الذين يروجون لأنفسهم كمساهمين في هذا المشروع، نجد أن هناك من يعتمد على شعارات فارغة دون أن يكون لهم دور فعلي في تقديم حلول أو مساعدة في مراحل التحضير للمشروع أو في تخطيطه. وتبقى الحقيقة هي أن هذه المشاريع الكبرى تُدار وتنطلق من خلال تعاون بين المؤسسات الحكومية، مثل وزارة الداخلية، وزارة التربية الوطنية، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بينما يظهر هؤلاء الأفراد ليتنقلوا بين وسائل الإعلام محاولين نسب الفضل لأنفسهم.
تساؤلات كبيرة تطرح نفسها الآن: هل سيتمكن المشروع من تحقيق أهدافه بعيدًا عن هذه المحاولات السطحية للتسويق الشخصي؟ وهل سيظل هذا الملعب علامة فارقة في تاريخ الناظور الرياضي، أم سيُصادر من قبل هؤلاء المستفيدين من الجهود المبذولة؟
16/03/2025