أثار مسلسل “بو يذونان”، الذي يعرض خلال شهر رمضان على القناة الأمازيغية، موجة واسعة من الجدل بسبب مشهد تضمن وصفا اعتبره العديد من المغاربة المقيمين بالخارج مهينا ومستفزا، حيث شبه أبناء المهجر بعبارات قاسية (الكلاب)، والتي أثارت غضبا واسعا.
هذه العبارة، التي جاءت على لسان أحد المشاركين في المسلسل، فجرت نقاشا حادا حول طبيعة الخطاب الذي يروج له العمل ومدى احترامه لفئات واسعة من المجتمع المغربي.
وفي صلب هذا الجدل، يبرز اسم محمد بوزكو، كاتب سيناريو المسلسل، الذي وجهت إليه انتقادات لاذعة بسبب الطريقة التي تناول بها موضوع الهجرة والمهاجرين، حيث رأى كثيرون أن العبارات المستخدمة لا تمت بصلة للإبداع، بل تعكس نظرة استعلائية تجاه فئة تعد من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، إذ تساهم بتحويلات مالية ضخمة وتشارك في دعم المشاريع التنموية داخل البلاد.
وقد عبر العديد من أبناء المهجر عن استيائهم مما اعتبروه استخفافا بمساهماتهم ودورهم في المجتمع، مؤكدين أن الوطنية لا تُقاس بعدد السنوات التي يقضيها الشخص داخل حدود الوطن، بل بما يقدمه من جهود لدعمه والنهوض به.
كما انتقدوا غياب الحس المسؤول في معالجة قضايا الهجرة، خاصة في عمل يعرض خلال شهر رمضان، حيث يتابع المغاربة أعمالهم التلفزيونية بشغف بحثًا عن محتوى يحترم ثقافتهم وقيمهم.
وأمام هذه الانتقادات، يبقى التساؤل مطروحا حول المسؤولية الأخلاقية لصناع المحتوى الدرامي، ومدى التزامهم باحترام مختلف فئات المجتمع، خاصة في ظل تنامي الوعي الجماهيري بأهمية المحتوى التلفزيوني وتأثيره على الصورة النمطية لمختلف الفئات الاجتماعية.
وفي إتصال بالسيناريست والكاتب محمد بوزكو ، نفى بشكل قاطع مسؤوليته في إضافة عبارة “الكلاب” إلى سيناريو المسلسل؛ فهو يؤكد أن العبارة أضيفت خارج إطار كتابة السيناريو وأن الممثل أو جهة أخرى هو من أدخلها ، كما أشار إلى أن مثل هذه العبارات لا تعكس خصوصيته في الكتابة، فهو معروف بأسلوبه المبني على الاحترام وعدم الاستهتار بأي كان .
— نص العبارة التي كتبها السيناريست بوزكو ، قبل تحريفها خلال تصوير المسلسل :