حقق رجل أسترالي في الأربعينات من عمره إنجازًا طبيًا غير مسبوق، إذ أصبح أول شخص يغادر المستشفى ويعيش لأكثر من 100 يوم بقلب اصطناعي مصنوع من التيتانيوم.
يُستخدم هذا الجهاز، المعروف باسم “بيفاسور BiVACOR”، كحل مؤقت لمرضى فشل القلب أثناء انتظارهم لزراعة قلب بشري. في السابق، كان المرضى الذين يعتمدون عليه يبقون داخل المستشفى طيلة فترة العلاج، إلا أن هذا الرجل الأسترالي أصبح الأول عالميًا الذي يتمكن من العيش به خارج المستشفى لأكثر من شهر. بعد أكثر من ثلاثة أشهر، خضع لعملية ناجحة في سيدني لزراعة قلب بشري متبرع به، وسط تأكيدات الأطباء بتحسن حالته الصحية.
في جميع الحالات السابقة، تم استخدام جهاز “بيفاسور” كإجراء مؤقت حتى يتوفر قلب متبرع. ومع ذلك، يرى بعض أطباء القلب أنه قد يصبح خيارًا دائمًا للأشخاص غير المؤهلين للزراعة، مثل كبار السن أو المصابين بحالات صحية معقدة، رغم أن هذه الفكرة لا تزال بحاجة إلى مزيد من الاختبارات السريرية.
في الولايات المتحدة وحدها، يعيش حوالي 7 ملايين شخص مع فشل القلب، لكن في عام 2023، لم يتم إجراء سوى 4500 عملية زراعة قلب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى نقص المتبرعين.
اخترع المهندس الطبي دانيال تيمز جهاز BiVACOR ليكون بديلاً كاملاً للقلب الطبيعي، حيث يعمل كمضخة مستمرة تدفع الدم عبر الجسم في نبضات منتظمة. يتم توصيل الجهاز بوحدة تحكم خارجية محمولة عبر سلك يمر تحت الجلد، حيث تعمل الوحدة ببطاريات خلال النهار ويمكن توصيلها بالكهرباء ليلاً.
على عكس الأجهزة التقليدية التي تدعم فقط الجانب الأيسر من القلب وتعتمد على أكياس تضخ الدم بحوالي 35 مليون نبضة سنويًا، يتميز BiVACOR بتصميم مبتكر يحتوي على جزء متحرك واحد فقط، مما يجعله أقل عرضة للأعطال الميكانيكية.
بحسب جوزيف روجرز، رئيس معهد تكساس للقلب، فإن النجاح الأخير لهذا الجهاز قد يمهد الطريق لمستقبل تصبح فيه القلوب الاصطناعية حلاً دائماً، وليس مجرد مرحلة مؤقتة للمرضى الذين ينتظرون زراعة قلب بشري.
16/03/2025