في مشهد سريالي يثير السخرية، تبرز اليوم محاولات يائسة لإعادة إحياء شخصيات سياسية انتهت صلاحيتها منذ زمن بعيد، حيث سعى بعض المرتزقة الى إحياء إسم إدريس حوات، الرجل التسعيني الذي طوى التاريخ صفحته، بعد أن كان برلمانيا ورئيسا للجامعة الوطنية للغرف ورئيسًا لغرفة وجدة أنجاد للتجارة والصناعة والخدمات سابقا.
فرغم أن الزمن تجاوزه سياسيا، نجد بعض المرتزقة في وجدة الذين يصنفون أنفسهم “إعلاميين” يحاولون عبثًا إعادة تشكيل صورته وفرضه مجددًا على الساحة، فهؤلاء “المرتزقة”، الذين يقتاتون على بقايا الجثث السياسية، يحاولون بيع الوهم للرأي العام عبر تقديم حوات في ثوب “العائد من الموت السياسي”، متجاهلين حقيقة أنه لم يعد له أي وزن أو تأثير في المشهد الراهن.
كما أن الرجل المسن، الذي دخل طي النسيان، لم يعد سوى ورقة محروقة يحاول البعض استخدامها كجسر للعبور إلى مصالح ضيقة ومكاسب شخصية، في مشهد يفتقد إلى أدنى درجات المهنية والأخلاق.
وما يثير الاستغراب هو أن هؤلاء المرتزقة المنتسبين ظلما للإعلام ، لا يجدون حرجًا في تسويق الأكاذيب وتلميع صور شخصيات انتهت سياسيًا، مقابل حفنة من الامتيازات أو بعض الفتات من الدراهم ، فبدل أن يكون الإعلام سلطة تنويرية تكشف الحقائق وتضع النقاط على الحروف، تحول – في بعض أركانه – إلى أداة تزييف وقلب للواقع، حيث يتم النفخ في رماد شخصيات سياسية أكل عليها الدهر وشرب، وكأن الزمن يمكن أن يعود إلى الوراء.
إن محاولات هؤلاء لإعادة تدوير الفاشلين سياسيًا لن تغير من الحقيقة شيئا، ولن تقنع الشارع الوجدي الذي بات أكثر وعيًا بهذه الألاعيب المكشوفة. فالشخصيات السياسية التي ساهمت في إفشال الإستثمار بالجهة الشرقية ، والتي فشلت في البقاء تحت الأضواء، لا يمكن إعادتها إلى المشهد عبر التضليل الإعلامي أو عبر حملات التلميع التي لا تنطلي إلا على السذج.
ويبقى السؤال: متى يدرك هؤلاء المرتزقة أن الإعلام رسالة، وليس مجرد وسيلة للارتزاق على حساب الذاكرة السياسية للشعب؟
17/03/2025