من المثير للشفقة أن يحاول حزب ڤوكس في مليلية المحتلة قلب الحقائق وتشويه التاريخ لصالح رواية استعمارية بائسة لم تعد تقنع أحدًا. تصريح خوسيه ميغيل تاسيندي بأن مليلية “لا تزال محاصرة” من قبل المغرب بعد 250 عامًا على الحصار التاريخي، ليس سوى محاولة يائسة لاستفزاز المشاعر وتأجيج التوترات، في حين أن الواقع واضح وجلي … مليلية هي مدينة مغربية محتلة، والمغرب يمارس حقه السيادي في حماية مصالحه الاقتصادية والحدودية.
إن مزاعم “الخنق الاقتصادي” ليست سوى ادعاءات مضللة، فالإجراءات المغربية المتعلقة بإغلاق الجمارك ووقف التهريب المعيشي تأتي في إطار سياسة اقتصادية حكيمة تهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني وتعزيز الموانئ والمناطق التجارية المغربية، وهو ما يزعج المستفيدين من الوضع غير القانوني الذي دام لعقود. المغرب لم يغلق حدوده، لكنه وضع حدًا للاستغلال الذي كانت تمارسه مليلية على حساب اقتصاد الناظور والمناطق المجاورة.
أما المقارنة الساذجة بين الوضع الحالي وحصار 1774-1775، فهي محاولة يائسة لإضفاء طابع درامي على قضية استعمارية لم تعد تلقى تعاطفًا دوليًا. الاستعمار الإسباني لمليلية سبة في جبين التاريخ، ومن المثير للسخرية أن يستحضر حزب ڤوكس “مقاومة” الجنرال شيرلوك، متناسيًا أن التاريخ يسير في اتجاه استعادة الحقوق وليس تكريس الاحتلال.
وفيما يتعلق بانتقادات تاسيندي للاحتفال بشهر رمضان، فهي لا تكشف إلا عن عنصرية دفينة وحقد دفين تجاه الهوية الإسلامية والعربية للمدينة. أن يعترض ڤوكس على عرض شعار فلسطين خلال مأدبة إفطار، فهذا ليس سوى دليل آخر على استماتتهم في الدفاع عن الاحتلال بجميع أشكاله، سواء في فلسطين أو في مليلية.
مليلية ليست بحاجة إلى مهرجانات ڤوكس الاستفزازية، ولا إلى تصريحاتهم المليئة بالحقد والكراهية. المغرب ماضٍ في حماية حدوده واستعادة حقوقه، والتاريخ لن يكون إلا في صالحه، مهما حاولت الأصوات الاستعمارية عبثًا إيقاف عجلة الزمن.
18/03/2025