تشهد العلاقات التجارية بين المغرب وسبتة تطورًا جديدًا مع استمرار عمليات الاستيراد والتصدير عبر الجمارك التجارية، حيث يجري العمل حاليًا على استيراد شحنة كبيرة من مواد البناء والطوب القادمة من المغرب، إضافة إلى دفعة جديدة من الأسماك لدعم قطاع الضيافة في المدينة، وتعد هذه أول عملية استيراد لمواد البناء المغربية منذ بدء العلاقات التجارية الجديدة، مما يعكس الانفتاح المتزايد بين الجانبين.
وأكدت مصادر رسمية أن رجال الأعمال في سبتة بدأوا بالفعل التواصل مع الموردين المغاربة لتنفيذ هذه العمليات، في خطوة وُصفت بأنها امتداد للإنجاز التاريخي بإعادة فتح الجمارك. ومع ذلك، لا تزال صادرات المدينة إلى المغرب قيد الدراسة، حيث يعكف المستثمرون على تقييم الجدوى الاقتصادية قبل اتخاذ قرارات نهائية.
وتعمل الجمارك التجارية بشكل رسمي، مما يتيح مرور البضائع في الاتجاهين دون قيود صارمة على الكميات المنقولة، مع استمرار الاجتماعات الثنائية بين المغرب وإسبانيا لمناقشة تحديث قائمة المنتجات المسموح بتداولها، حيث تشمل قائمة الواردات مواد البناء المغربية، الأسماك، والفواكه، فيما تتجه الصادرات نحو الأجهزة المنزلية، الإلكترونيات، وقطاع السيارات، لكن هذه القائمة قد تخضع للتغيير وفقًا للاتفاقيات المستقبلية.
ورغم التسهيلات الجمركية، يظل مصير التجارة الشخصية مجهولًا، حيث لم يتم بعد التفاوض بشأن تنظيم دخول وخروج السلع التي تمس المواطنين بشكل مباشر. وتواجه الأسر صعوبات بسبب القيود المشددة التي فرضتها السلطات الإسبانية على المسافرين العائدين إلى المغرب، مع إصرار الجانبين على تفادي أي ممارسات قد تعيد فتح بوابة التهريب.
وفي ظل هذا المشهد، تبقى الفرصة متاحة أمام رجال الأعمال للاستفادة من الانفتاح التجاري، لكن ضمن ضوابط وإجراءات محددة، فيما يتواصل التنسيق بين البلدين لضبط وتطوير هذا المسار الاقتصادي الجديد.
18/03/2025