kawalisrif@hotmail.com

إطلاق سراح مجرم “مسخوط الوالدين” بالناظور يثير الجدل حول حماية الضحايا وتراخي العدالة في مواجهة حالات العود الإجرامي

في واقعة تعكس مدى التراخي في التعامل مع حالات العود الإجرامي، تم إطلاق سراح الشاب المعروف بـ”ساماريو” رغم تقديمه أمام النيابة العامة بسبب شكاية والديه، اللذين يعيشان رعبًا يوميًا بسبب ممارساته العنيفة وتهديداته المتكررة.

قبل أشهر قليلة، غادر “ساماريو” السجن بعد قضاء عقوبة حبسية دامت عشرة أشهر على خلفية شكاية من والديه، المقيمان بحي أولاد ميمون بالناظور، واللذين لم يجدا بدًّا من اللجوء إلى القضاء لإنقاذ نفسيهما من بطشه … لكن، بدل أن يكون السجن درسًا رادعًا له، عاد فور خروجه إلى نفس السلوكيات العنيفة، مستأنفًا مسلسله الإجرامي ضد والديه المسنين، ضاربًا بعرض الحائط كل الاعتبارات الإنسانية والأسرية.

وفق الشكاية التي تقدم بها والداه، فإن “ساماريو” حول حياتهما إلى كابوس حقيقي ، لم يتوقف عند حدود التخريب والتكسير داخل المنزل، بل تعداه إلى الاعتداء اللفظي والجسدي، والسرقة، والإجبار على دفع الأموال لتمويل إدمانه على المخدرات. بل وصل به الأمر إلى تهديد والدته الطاعنة في السن، التي تعاني من أمراض مزمنة وخضعت لعدة عمليات جراحية، دون أي شفقة أو رحمة.

بعد تصاعد الوضع وتقديم شكاية جديدة ضده تخت عدد ( 283/3104/25 ) ، تم اعتقال “ساماريو”، أمس الثلاثاء 18 مارس الجاري، وإسمه الحقيقي عبد الصمد الوردي ، ليظن والده ووالدته أن كابوسهما انتهى أخيرًا ، لكن الصدمة الكبرى كانت عند تقديمه أمام النيابة العامة ، التي قررت إطلاق سراحه ، يومه الأربعاء، دون أي تدبير احترازي، معرضًا والديه لخطر انتقام محتم، وكأن شيئًا لم يكن ! قرار خلف استغرابًا واسعًا، خاصة وأن الأمر يتعلق بحالة عود، ومع تهديد واضح لحياة الضحيتين، اللذين باتا مهددين في أي لحظة بجريمة شنعاء انتقامًا منهما.

هذا القرار يطرح تساؤلات ملحة حول مدى جدية السلطات المختصة في التعامل مع مثل هذه القضايا، التي لا تتعلق فقط بانتهاكات قانونية، بل بمصير أسرة تعاني الويلات يوميًا ، كيف يمكن تبرير إطلاق سراح شخص يشكل خطرًا واضحًا على ذويه ؟ لماذا لم يتم أخذ سجل سوابقه بعين الاعتبار؟ وأين حق الضحايا في الحماية والأمان؟

اليوم، يعيش والدا “ساماريو” في رعب دائم، مترقبين اللحظة التي يعود فيها إلى المنزل لينتقم منهما بسبب الشكاية … وفي ظل غياب أي تحرك قانوني لحمايتهما، يظل السؤال قائماً: هل يجب أن تقع الكارثة حتى تتحرك السلطات؟ هذه ليست مجرد قضية عنف أسري، بل امتحان حقيقي لمدى قدرة القانون على حماية الضحايا، قبل فوات الأوان.

19/03/2025

مقالات ذات الصلة

21 مارس 2025

ألمانيا تحتفي بالأسابيع الدولية لمحاربة العنصرية في ظل ارتفاع الإسلاموفوبيا

21 مارس 2025

المجلس العلمي الأعلى يحدد قيمة زكاة الفطر لعام 1446

21 مارس 2025

بورصة الدار البيضاء تبدأ تداولاتها اليوم بارتفاع ملحوظ

21 مارس 2025

نظمه المجلس الإقليمي … إفطار جماعي ببركان في مبادرة إنسانية تعكس قيم التضامن

21 مارس 2025

رفضت استقبال مرحليها من المجرمين … الجزائر تغضب عقب رفض فرنسا تسليمها وزير سابق مدان في ملفات فساد ثقيلة

21 مارس 2025

حريق مهول غرب لندن يتسبب في إغلاق مطار هيثرو وتحويل الرحلات الجوية

21 مارس 2025

3 نجوم مغاربة يتجهون إلى دفن أنفسهم في المشرحة الرياضية السعودية

21 مارس 2025

مليلية : الشرطة تعتقل ستة أشخاص بتهم التورط في ملفات تسوية الإقامة بوثائق زور

21 مارس 2025

المغرب لا يزال يحتفظ بقدرته على الضغط على إسبانيا رغم تحسن العلاقة

21 مارس 2025

بطلب من العمدة … ملف عزل ثلاثة أعضاء من مجلس جماعة طنجة يدخل للمداولة

21 مارس 2025

دعوة لتحميل الجزائر مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف

21 مارس 2025

تسخينات المعارضة في المغرب … بين تعزيز التوازن السياسي والاستعداد للانتخابات

21 مارس 2025

إقالة رئيس الحكومة التونسية وتعيين سارة الزعفراني خلفًا له

21 مارس 2025

تضاعف ظاهرة التسول في طنجة خلال شهر رمضان

21 مارس 2025

تباين في الرؤى حول حصيلة الحكومة في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية