كشف وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، في تصريح مثير داخل قبة البرلمان، عن موقفه الرافض لكتابة المذكرات عندما يغادر وزارة العدل والعمل السياسي بشكل عام. واعتبر وهبي أن كتابة المذكرات تعتبر “تعرية للعدالة”، مؤكداً أن سرية العمل السياسي هي ما يمنح هذا العمل قيمته. وفي رد على سؤال حول إمكانية كتابة مذكرات مستقبلاً، قال وهبي: “لن أكتب مذكراتي كوزير، فالمذكرات تُكتب في الجمهوريات وليس في الملكيات، كما قال أحد الفقهاء”، مشيراً إلى أن هذه الممارسة تعتبر بمثابة كشف أسرار العدالة.
وفي اجتماع لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب، استشهد وهبي بالرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، الذي منع مستشاره السياسي، جاك أتالي، من كتابة مذكراته، مبيناً أن السرية كانت دائما جزءاً أساسياً من العمل السياسي، وأنها اليوم تواجه تحديات كبيرة مع سرعة انتشار المعلومات. وأكد أن أي تعديل حكومي في المغرب يبقى محاطاً بسرية تامة، مشيراً إلى أن هذه السرية تضفي عنصر المفاجأة على الحكومة.
وفي ختام تصريحاته، رد وهبي على الانتقادات التي وجهت له بسبب قبوله منصب وزير العدل بعد أن كان قد رفضه سابقاً، مشيراً إلى أن هذا التناقض ليس جديداً في المشهد السياسي، مستشهداً بتجربة وزير العدل الفرنسي السابق إيريك موريتي الذي تراجع عن موقفه في البداية.
19/03/2025