تسعى شركة هواوي الصينية، الرائدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى ترسيخ وجودها في السوق المغربية، حيث يشكل نشر شبكة الجيل الخامس أحد المشاريع الاستراتيجية الكبرى في البلاد. وتواجه هواوي منافسة قوية من شركات أوروبية مثل نوكيا وإريكسون وأوراكل، لكنها تمتلك مزايا تنافسية بارزة تمكنها من تعزيز موقعها في هذا المجال، وفقًا لمصادر مطلعة.
وسيكون على الشركة التي سيتم اختيارها مسؤولية حاسمة في تحقيق الأهداف التي حددتها السلطات المغربية، والتي تشمل تغطية 25% من السكان بشبكة الجيل الخامس بحلول عام 2026، ثم توسيع التغطية إلى 70% بحلول 2030، وهو موعد يتزامن مع استضافة المغرب لكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. وستحظى المدن الست المقرر أن تستضيف مباريات البطولة بشبكة جيل خامس كاملة، مما سيجعل هذا الحدث الرياضي منصة لإبراز القدرات الرقمية للمملكة وتعزيز بنيتها التحتية التكنولوجية.
ويُعد المغرب، الذي يسجل معدل انتشار للإنترنت يبلغ 90.7%، من بين الدول الرائدة في القارة الإفريقية على مستوى الاتصال، ما يجعله بيئة مواتية لاعتماد تقنية الجيل الخامس بسرعة. لكن خلف هذا السباق التكنولوجي تبرز أبعاد جيوسياسية، حيث تتجاوز المنافسة بين الشركات مجرد الجانب الاقتصادي، لتشمل مواجهة أوسع بين الحلول الآسيوية والمعايير الأوروبية، وسط نقاشات متزايدة حول السيادة الرقمية وأمن البنى التحتية الحيوية.
19/03/2025