مع حلول شهر رمضان، تعود المغاربة على إيقاع المسحراتي، ذاك الصوت الرجالي الذي يصدح في الأزقة لإيقاظ الناس للسحور. لكن هذا العام، كسرت غزلان، المعروفة بلقب “مرضية ماماها”، هذا التقليد، لتصبح أول امرأة تقوم بدور المسحراتي في طنجة، ما أثار جدلاً واسعاً بين التأييد والرفض.
في مقاطع الفيديو التي انتشرت بسرعة على منصات التواصل، ظهرت غزلان وهي تنادي الناس بأسمائهم لإيقاظهم، قائلة: “نوض أحبي تسحر”، وبينما وجد البعض في ذلك لمسة مرحة تعزز أجواء رمضان، رأى آخرون أنه خروج عن المألوف لا يليق بمهنة ارتبطت تاريخياً بالرجال. اللافت أن الانتقادات لم تقتصر على الرجال، بل جاءت أشد قسوة من بعض النساء، بين من وصفت الأمر بـ”قلة الحياء” ومن اعتبرته خطوة جريئة تواجه تمييزاً غير مبرر.
المفارقة أن مسحراتياً آخر في المدينة استخدم الأسلوب ذاته، منادياً بأسماء الفتيات، دون أن يواجه نفس الهجوم. وهو ما أعاد طرح السؤال: لماذا يُقبل هذا السلوك من الرجال ويُستنكر حين يصدر عن امرأة؟
غزلان، من جهتها، أكدت عبر منصاتها أنها لم تقصد إثارة الجدل، بل أرادت فقط إضفاء روح جديدة على تقليد رمضاني. وبينما يستمر الجدل حول تجربتها، يبقى السؤال قائماً: هل المجتمع مستعد لتقبل المرأة في أدوار كانت حكراً على الرجال، أم أن التقاليد ستبقى حاجزاً أمام التغيير؟
19/03/2025