غادر الملك محمد السادس مدينة الدار البيضاء في وقت مبكر مما كان مقررا، وذلك بعد زيارة قصيرة لم تتجاوز عدة أيام ، تخللتها جولات تفقدية في أهم شوارع وأحياء العاصمة الاقتصادية. وتفيد المعطيات بأن مغادرته جاءت وسط حالة من الاستياء بسبب تأخر تنفيذ عدد من المشاريع التنموية الكبرى، ما أثار قلق المسؤولين من إمكانية اتخاذ إجراءات عقابية بحق المقصرين.
خلال زيارته، تفقد الملك سير الأشغال في عدد من الأوراش التي كان قد أطلقها قبل شهور، مثل مشروع المحج الملكي وتهيئة شارع الزرقطوني، لكنه لم يكن راضيًا عن مستوى الإنجاز. وأكدت مصادر مطلعة أن البطء في تنفيذ هذه المشاريع أثار استياءه، ما جعله يغادر المدينة بشكل غير متوقع مساء الثلاثاء، متجهًا نحو الرباط، رغم أن زيارته كان يُنتظر أن تستمر حتى عيد الفطر.
رحيل الملك المبكر دون تحقيق التوقعات بشأن وتيرة الأشغال، خلق حالة من الترقب والخوف في أوساط المسؤولين عن تسيير المدينة. فكثير منهم يضع يده على قلبه خشية أن تتحول هذه الخيبة إلى قرارات حازمة، خاصة وأن تجارب سابقة أثبتت أن الملك لا يتسامح مع التقصير في المشاريع الكبرى.
يأتي هذا الاستياء في وقت حساس بالنسبة للمغرب، الذي يستعد لاحتضان تظاهرات عالمية، وعلى رأسها مونديال 2030، ما يجعل الالتزام بإنجاز المشاريع في الوقت المحدد أمرًا ضروريًا. ولم يعد هناك مجال للأخطاء أو التأخير، خاصة مع المتابعة الملكية المستمرة للمشاريع التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتحسين صورة المملكة على الصعيد الدولي.
مغادرة الملك البيضاء بهذه الطريقة تعكس رسالة واضحة مفادها أن الإصلاح والتنمية لا ينتظران، وأن التقاعس عن تنفيذ التوجيهات الملكية ستكون له عواقب. فهل ستدفع هذه الخطوة المسؤولين إلى التحرك السريع لتدارك التأخير، أم أن القرارات الحاسمة ستكون السبيل الوحيد لضمان الإنجاز ؟ .
كواليس الريف: متابعة
20/03/2025