واصلت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الجمعة 21 مارس الجاري، استجواب المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ”إسكوبار الصحراء”، والتي يتابع فيها عدد من السياسيين ورجال الأعمال، بينهم القياديان في حزب الأصالة والمعاصرة، سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي، إلى جانب 23 متهمًا آخر.
وخلال الجلسة، استجوبت المحكمة عبد الرحيم بعيوي، رئيس جماعة عين الصفا بوجدة المعزول ، شقيق رئيس جهة الشرق عبد النبي بعيوي، المعزول بدوره ، وكلاهما معتقلان ، ( إستجوبت ع الرحيم بعيوي ) بشأن تورط خمس شاحنات مرتبطة بالقضية، حيث أفاد بأن هذه الشاحنات مملوكة لشركة شقيقه منذ عشر سنوات، وجميعها صفراء اللون، مما يتعارض مع إفادات الحاج بن إبراهيم، المعروف بـ”إسكوبار الصحراء”، الذي أكد أن بعضها كان أحمر اللون واستُخدم في عمليات تهريب المخدرات.
وواجهت المحكمة المتهم بمحاضر استماع توفيق زنطار، سائق “إسكوبار الصحراء”، الذي أشار إلى أن عبد النبي بعيوي كان على صلة مباشرة بعملية تسليم الشاحنات، وأنه التقى به في معرض للشاحنات، حيث تبين أن المركبات تفتقر إلى شهادة المطابقة ،كما أورد أن موظفة تدعى “غزلان” سلمته مبلغ 500 ألف درهم، وهو ما نفاه عبد الرحيم بعيوي، مؤكدا عدم وجود موظفة بهذا الاسم في شركتهم.
كما واجهت المحكمة المتهم بتقرير خبرة فنية أثبت تزوير الأرقام التسلسلية لخمس شاحنات، إلا أنه شكك في دقة التقرير، موضحا أن بعض الشاحنات لها بطائق رمادية وأوراق قانونية، كما أقر في أحد محاضر الشرطة أنه أصدر أوامر بعدم تشغيل أي شاحنة لا تتوفر على الوثائق المطلوبة، لكنه نفى أن يكون ذلك خوفا من “إسكوبار”، بل تفاديا لأي مساءلة قانونية.
فالقضية لا تزال قيد المحاكمة، وسط تطورات متسارعة واستجوابات دقيقة قد تكشف عن مزيد من التفاصيل حول شبكة التهريب وعلاقتها بالمتهمين.
وفيما يتعلق بشهادة إحدى موظفات الشركة بعيوي للشرطة بأن الشركة لا تملك أي بيانات أو وثائق خاص بالشاحنات، نفى عبد الرحيم ذلك، موضحا أن الشاحنات جديدة تمامًا (WW)، مثل السيارات، ولها بطاقات بيضاء، وأن بعض الشاحنات لها بطاقات رمادية. وأضاف: « لديهم أوراق » ومع ذلك « هاد شي خلاني منخدمهش ».
في أحد محاضر الشرطة التي قُدمت للمحكمة، يوضح عبد الرحيم بعيوي، شقيق عبد النبي بعيوي، خلال الاستماع إليه: « لقد توليت تسيير شركة عبد النبي بعيوي، وأصدرت أوامر للتخلص من جميع الآليات والمركبات التي توجد في وضع غير قانوني، ولكن في الواقع لم أتخلص من جميعها ».
وأضاف: « كنت أتصفح شريط فيديو على موقع « تيك توك »، يتحدث صاحبه عن علاقة « إسكوبار الصحراء » ببعض الشخصيات المغربية، كما تحدث عن شاحنات صينية تم بيعها لصالح إحدى الشركات ».
بعد مشاهدة هذا الفيديو، أصدر شقيق بعيوي أوامره بتجريد هذه الشاحنات من جهاز نظام التموضع العالمي (GPS) والتخلص منها، وطمس هويتها باستخدام جهاز لحام. ثم تم نقل هذه الشاحنات إلى مزرعة عين الصفا لتذويب الأرقام التسلسلية وتقطيع بعض هياكلها.
و »بعد نقل الشاحنات الخمس إلى الضيعة الفلاحية المذكورة، تم إدخالها وإخفاؤها هناك. وبقيت شاحنة واحدة خارج السور في مكان قريب لعدم اتساع المكان لها، فقاموا بتغطيتها. لكن المتهم توفيق رد بأنه يجهل هذه المعطيات ».
أوضح شقيق بعيوي أمام المحكمة أنه أصدر تعليمات بعدم تشغيل أي شاحنة أو أي شيء آخر لا يتوفر على الوثائق المطلوبة. وشدد على أن مدينة وجدة شهدت نزول ما يقارب 300 ضابط من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية يستفسرون عن كل شيء، بحسبه.
وأكد أن هذه التعليمات لم تصدر خوفا من « المالي »، بل خوفا من المساءلة القانونية، وقال: « قلت بالحرف أي شيء ناقص أوراق، مابغيتش نشوفو ».
وأضاف: « دراجة نارية من والدي، هي قديمة جدًا، قطعتها إلى جزأين، لكي لا يسألني أحد عن حادث قد يكون وقع منذ سنوات وأنا لا علم لي به ».
21/03/2025