لا تزال أروقة عمالة إقليم الحسيمة تعيش على وقع صدمة الأحداث الأخيرة، التي تفجرت خلال حفل تنصيب الكاتب العام الجديد، عمر سليماني، خلفا لادريس دكوج، الذي تم إعفاؤه وإلحاقه بالإدارة المركزية لوزارة الداخلية، حيث أن الحدث لم يكن مجرد تغيير إداري عادي، بل جاء في سياق مثير للجدل، زاده غموضُ الأسبابِ التي عجّلت بقرار الإعفاء.
فوسط أجواء الحفل الرسمي لتنصيب الكاتب العام الجديد، فوجئ الحاضرون بسقوط مفاجئ لإحدى الموظفات التي تشغل منصب خليفة قائد، حيث تعرضت لحالة إغماء استدعت تدخل المسؤولين، ورغم مرور شهر على الحادثة، لم تلتحق الموظفة المعنية بعملها، كما لم تقدم أي شهادة طبية تبرر غيابها، مما زاد من التكهنات حول خلفيات الواقعة.
فوفقا لمصادر من داخل العمالة، فإن إعفاء الكاتب العام السابق قد يكون مرتبطا بعلاقته بهذه الموظفة، حيث راجت أنباء عن احتمال تسرب مقطع فيديو يوثق تلك العلاقة، حيث أن هذه المستجدات دفعت وزارة الداخلية إلى التحرك بسرعة، حيث فتحت تحقيقا معمقا، انتهى باستدعاء العامل وإعفاء الكاتب العام بشكل فوري.
كما أن الجدل لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أعادت الواقعة النقاش حول معايير الترقية داخل الإدارة الترابية، خاصة أن الموظفة المعنية انتقلت، في ظروف غير واضحة، من وضعية مؤقتة ضمن برامج الإنعاش الوطني إلى منصب خليفة قائد دون توفرها على مؤهلات أكاديمية تبرر ذلك.
وفي ظل هذه المعطيات، تتجه الأنظار إلى العامل حسن زيتوني، المعروف باستقامته، والذي أصبح مطالبا باتخاذ إجراءات صارمة لإعادة الانضباط والشفافية إلى مصالح العمالة، خصوصا مع تزايد الحديث عن تجاوزات مماثلة داخل بعض الإدارات العمومية، ليبقى السؤال المطروح: هل ستشهد الأيام القادمة محاسبة فعلية للمسؤولين عن هذه الاختلالات، أم أن القضية ستُطوى كما طويت قضايا سابقة؟
21/03/2025