في زمن أصبحت فيه الصحافة “سخافة” ومهنة لمن لا مهنة له، يطلّ الفيلالي، الشخص الذي يجيد كل شيء إلا الصحافة … شخص تحوّل بقدرة قادر من نزيل في السجن إلى إعلامي يدير موقعًا باسم “راديو مرتيل”، والسر ليس الموهبة ولا النزاهة، بل جيب مفتوح من طرف أحد البرلمانيين الذي يعتبره استثمارًا ناجحًا في عالم الدعاية والتضليل ، وكذلك بعض بارونات العقار والفاسدين من بعض رجال السلطة والمسؤولين المحليين .
الفيلالي هذا ، الذي كان محكومًا بسنتين سجناً بسبب الابتزاز، خرج ليجد نفسه في نعيم لم يحلم به حتى الشرفاء من أبناء هذا الوطن … الكراء مدفوع من “الراعي الرسمي” ، مصروف الجيب 2000 درهم شهريًا كمكافأة على خدماته التطبيلية الفذّة التي تقتصر على التطبيل لهذا البرلماني والتشويه لكل من يعارضه. ولكن هذا ليس كل شيء، فبفضل “بركات” الدولة، حصل على مشروع فضاء ألعاب للأطفال أمام كارفور مرتيل، ليحصد منه مبالغ طائلة شهريًا تحت غطاء إحدى الجمعيات التابعة لحزب البام.
ومع ذلك، لم يكن هذا كافيًا لشهية الفيلالي المفتوحة على المال السهل، فاخترع مشروعًا جديدًا أكثر ربحًا وأقل مجهودًا. استغلال ضعف الناس أصبح تجارته الجديدة، حيث ينشر نداءات الاستغاثة دون ذكر أرقام المحتاجين، ليصبح هو وسيط الرحمة المزعوم. المحسنون يتصلون به، يثقون فيه، ويرسلون له الأموال، لكن بدل أن تصل إلى أصحابها، تتحوّل إلى قنينات الكحول الفاخرة، وآخرها 5000 درهم وصلت من أحد المحسنين في الخارج، لكن بدل أن تذهب لمستحقيها، ذهبت إلى مزاج الفيلالي الصحفي.
في النهاية، كم من “فيلالي” آخر يسرح ويمرح في مشاريع الدولة. كم من محتال يختبئ تحت عباءة الصحافة. السجون مليئة بمظلومين لم يجدوا من يمنحهم مشروعًا أو حتى وظيفة محترمة، بينما الفيلالي يجني الأموال بالمكر والخداع. السلطات المكلفة بمراقبة مثل هذه العناصر أمام مسؤولية كبرى لوضع حد لهذا العبث، وإلا فإن الخيانة ستصبح وظيفة رسمية.
22/03/2025