تعيش ساكنة حي تاويمة بجماعة الناظور أوضاعا تنموية مزرية تعكس غياب العدالة المجالية وضعف الإرادة السياسية لتحسين ظروف العيش، فعلى الرغم من تحقيق الجماعة لفائض مالي ضخم يقدر بـ 4 مليارات سنتيم، لا يزال بعض سكان الحي مضطرين إلى استخدام المطامير التقليدية للتخلص من الفضلات، في مشهد يثير الاستغراب داخل مدينة تنتمي للقرن الحادي والعشرين.
وعلى امتداد السنوات الأخيرة، وجهت الساكنة مراسلات متكررة إلى السلطات المحلية، بدءا من الجماعة وصولا إلى الباشوية والعمالة، في محاولة لحل هذا الوضع المتردي، غير أن الاستجابة ظلت غائبة، مما زاد من معاناتهم اليومية.
وفي هذا السياق، أعرب عدد من ساكنة الحي عن استيائهم من سياسة الإقصاء والتهميش التي يتعرضون لها، مؤكدين أن معاناتهم لا تجد آذانا صاغية، بينما تتركز الجهود الإنمائية على الأحياء ذات الثقل الانتخابي، ما يثير تساؤلات حول معايير توزيع الميزانيات وغياب رؤية عادلة للتنمية المحلية.
فرغم توفر الجماعة على فائض مالي كبير، إلا أن العديد من أحياء الناظور، وعلى رأسها حي تاويمة، لا تزال تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، في مفارقة تطرح تساؤلات حول آليات تدبير المال العام وأولويات الجماعة المحلية.
وأمام هذا الوضع، أصبح حي تاويمة عنوانا لفشل التدبير المحلي، حيث تتجلى بوضوح أزمة الحكامة وضعف التخطيط التنموي، وهو ما يفرض على المسؤولين المحليين تقديم إجابات واضحة حول مصير هذه الاعتمادات المالية ومدى استفادة مختلف أحياء الناظور منها بشكل عادل.
23/03/2025