يفترض أن يكون رمضان شهرا للروحانية والتأمل، لكن في إقليم الناظور، تتحول بعض المقاهي ليلاً إلى صالات قمار غير معلنة، حيث تزدهر لعبة “بينغو” أو ما يعرف بـ”لعبة الحظ”، هذه اللعبة، التي تمارس عادة في الكازينوهات، أصبحت في متناول الجميع، ما يدر على أصحاب المقاهي مداخيل ضخمة خارج أي رقابة قانونية.
ويدفع اللاعبون مبالغ مالية مقابل بطاقات تحمل أرقاما عشوائية، في انتظار إعلان الفائز، مما يجعل اللعبة صورة واضحة من القمار، وهو نشاط تحظره القوانين المغربية إلا بترخيص خاص. وبعيداً عن الجانب القانوني، فإن لهذه الظاهرة آثاراً اجتماعية خطيرة، إذ يدمن البعض المقامرة، ما يؤدي إلى خسائر مالية قد تزعزع استقرارهم الأسري، بل إن البعض يلجأ إلى الاقتراض أو بيع ممتلكاته لتعويض خسائره.
واقتصاديا، تدر هذه الأنشطة أموالاً ضخمة خارج نطاق المراقبة الضريبية، ما يحرم الدولة من موارد يمكن استثمارها في مشاريع تنموية. والأخطر من ذلك، أن السلطات المحلية تلتزم الصمت حيال انتشار هذه الظاهرة، فلا حملات تفتيش ولا إجراءات ردعية، ما يثير تساؤلات حول سبب هذا التجاهل: هل هو ضعف في المراقبة، أم تواطؤ مستتر؟
إلى متى سيستمر هذا الاستغلال الممنهج لشهر رمضان؟ ومتى ستتدخل السلطات لوضع حد لهذه الظاهرة التي تهدد النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة ؟
23/03/2025