لم يُنهِ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024 الحرب في سوريا، بل فتح فصلاً جديدًا من الصراع الطائفي الذي دفع العلويين والمسيحيين الثمن الأكبر. ففي الساحل السوري، حيث تُعتبر الطائفة العلوية الأكثر تواجدًا، نفذت جماعات متطرفة، أبرزها هيئة تحرير الشام، عمليات إعدام ميدانية استهدفت قرى ومناطق علوية، بدعم من قطر وتركيا. وحسب تقارير أممية، تثير هذه الانتهاكات قلق الأقليات الدينية الأخرى في سوريا.
وذكرت صحيفة “DW” الألمانية أن الانتهاكات بحق العلويين بدأت بعد هجوم على قوات الأمن التابعة للنظام الجديد في 6 مارس، ما أسفر عن هجمات على العلويين، وأسفرت عن مقتل العديد من المدنيين. ورغم عدم استهداف المسيحيين بشكل مباشر، إلا أن الأخبار الكاذبة والتقارير المغلوطة إضافة إلى فشل الحكومة في معالجة الوضع، أججت مخاوف هذه الأقلية. وقد كانت المسيحيون في سوريا يشكلون قبل اندلاع النزاع في 2011 نحو 10% من السكان، لكن عددهم اليوم غير معروف.
المسيحيون في سوريا يعانون من تهديد مزدوج: من جهة، فصائل جهادية تتربص بهم، ومن جهة أخرى، الحرج السياسي بسبب دعم بعض الكنائس لنظام الأسد. ونتيجة لهذا، ازداد خوف المسيحيين، خاصة في حمص وريف دمشق، ما دفعهم إلى مغادرة البلاد أو التوجه إلى مناطق محمية من روسيا مثل قاعدة حميميم. كما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل أكثر من 1,200 مدني في الاشتباكات الأخيرة، ونزوح آلاف العلويين والمسيحيين إلى الجبال أو الحدود اللبنانية. في ظل هذا الوضع، تبقى الحكومة الانتقالية عاجزة عن فرض نفوذها على الفصائل المسلحة، مما يزيد الانقسامات في المنطقة.
24/03/2025