احتضن معهد عيسى البطوئي لتحفيظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية بمقره بدار الكبداني، إقليم الدريوش، وذلك أول أمس السبت 22 مارس 2025.
وقد شكلت هذه الأمسية مناسبة لفتح نقاش حول إشكالات الأسرة المغربية والعمل الجمعوي، في موضوع : “الأسرة المغربية بين الواقع والمأمول” ، حيث عرفت مشاركة أساتذة وباحثين في المجال القانوني.
واستهلت الندوة بمداخلة أحمد خرطة، الذي تناول موضوع “الأسرة المغربية بين الواقع والمأمول”، متوقفاً عند أهم الإشكالات القانونية والاجتماعية التي تعاني منها الأسرة المغربية، خاصة ما يتعلق بملف المواريث وإشكالية التعصيب، وقضية قوامة الرجل في ظل التحولات المجتمعية الراهنة. وأكد خرطة على ضرورة إعادة النظر في عدد من المقتضيات الواردة في مدونة الأسرة المغربية، بما يضمن إنصاف الرجل والمرأة معاً، ومعالجة الإكراهات التي أفرزتها الممارسة العملية منذ صدور المدونة قبل عقدين من الزمن.
وفي السياق ذاته، ألقى الباحث الميلود كعواس مداخلة سلط فيها الضوء على التحديات التي تواجه الأسرة المغربية في الوقت الراهن، مشدداً على أهمية تعزيز قيم الحوار والتماسك داخل الأسرة، باعتبارها النواة الأساسية للمجتمع … وأبرز كعواس أن التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية باتت تفرض مقاربة جديدة لدور الأسرة، تقوم على تكريس مبادئ المسؤولية المشتركة والتوازن بين الحقوق والواجبات، داعياً إلى ضرورة تحيين السياسات العمومية في هذا المجال لمواكبة هذه التحولات.
كما تطرق الحضور إلى دور العمل الجمعوي في تأطير المجتمع ونشر ثقافة التطوع والمواطنة، حيث تم التأكيد على أن تخليق العمل الجمعوي والارتقاء بجودة أدائه يمر عبر التكوين المستمر وتعزيز الشراكات مع مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين.
وقد اختتمت الأمسية بتوصيات هامة دعت إلى إعادة فتح ورش مراجعة مدونة الأسرة، واستثمار النقاش العمومي الحالي لصياغة رؤية جديدة أكثر عدلاً وإنصافاً، تأخذ بعين الاعتبار مستجدات الواقع المغربي وتطلعات الأجيال القادمة.
24/03/2025