شهد الحرم المكي حدثًا بارزًا مع إزالة آخر الرافعات التي كانت جزءًا من مشهد المسجد الحرام منذ أكثر من عقد، إيذانًا باكتمال مراحل رئيسية من التوسعة السعودية الثالثة التي انطلقت في يونيو 2010. وتمثل هذه الخطوة تحولًا مهمًا في مشروع التوسعة، الذي يهدف إلى استيعاب أعداد متزايدة من المصلين والزوار من مختلف أنحاء العالم، ما يعكس التزام المملكة العربية السعودية بتطوير الحرم المكي ليكون أكثر جاهزية لاستقبال ضيوف الرحمن في مواسم الحج والعمرة المقبلة.
وأكد مختصون في شؤون الحج والعمرة أن إزالة الرافعات جاءت بعد إنجاز أكثر من 95% من المشروع، مما يجعل وجودها غير ضروري لإكمال الأعمال المتبقية. وأوضح سعد القرشي، مستشار اللجنة الوطنية للحج والعمرة في اتحاد الغرف التجارية السعودي، أن إزالة هذه الرافعات تتزامن مع توافد أعداد كبيرة من المعتمرين، مشددًا على أهمية التوسعة التي تستوعب أكثر من مليون مصلٍ، خاصة مع تزايد أعداد الزوار في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
وتعد التوسعة السعودية الثالثة الأضخم منذ تأسيس الدولة، إذ رفعت القدرة الاستيعابية للمصلين من 670 ألفًا إلى أكثر من 1.28 مليون مصلٍ في وقت واحد، بفضل توجيهات ورعاية الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتمتد التوسعة على مساحة ضخمة تصل إلى 1.564 مليون متر مربع، مع مضاعفة مساحة الصلاة إلى 912 ألف متر مربع. كما شهدت زيادة كبيرة في المرافق الخدمية، حيث ارتفع عدد دورات المياه إلى 16726 والمواضئ إلى 12639، إلى جانب تعزيز أنظمة التبريد بطاقة 199 ألف طن تبريد. ويتميز المبنى الجديد بمزيج من التقنيات الحديثة والطابع الإسلامي العريق، حيث يضم قبابًا متحركة ونوافذ مزخرفة ونقوشًا قرآنية ممتدة على مساحة 2700 متر مربع، ما يضفي على المسجد الحرام روحانية خاصة تواكب عظمته ومكانته في قلوب المسلمين.
28/03/2025