تواجه جماعة وجدة اتهامات خطيرة بالفساد الإداري واستغلال النفوذ، حيث يتهم عدد من سكان حي الأندلس بعض المسؤولين بالتواطؤ في إبقاء مغسلة سيارات تعمل بطريقة غير قانونية، رغم صدور تقارير رسمية تؤكد ضرورة إغلاقها.
وبحسب شهادات السكان، فإن المغسلة الواقعة في زنقة المناسك رقم 79 بتجزئة الجيار طريق سيدي يحيى، تتسبب في إزعاج كبير نتيجة الضوضاء والكلام النابي، إضافة إلى استغلال الملك العمومي بشكل غير قانوني…. وعلى الرغم من تقديم العديد من الشكايات إلى المجلس الجماعي وولاية الجهة ومصلحة التعمير، فإن قرارات الإغلاق لم تُنفَّذ بسبب التدخلات النافذة.
تشير المعطيات المتوفرة إلى أن يوسف الرمضاني، الموظف بجماعة وجدة، يُعد اليد اليمنى للمستشار العربي الشتواني، المسؤول عن المصلحة الاقتصادية والنائب الرابع لرئيس الجماعة، وهو المتحكم الفعلي في بعض القرارات الحساسة داخل المجلس والمتعلقة بالإستثمارات والرخص ذات الطابع الإقتصادي … كما تفيد المصادر بأن الشتواني مارس ضغوطًا لمنع تنفيذ قرار إغلاق المغسلة، بحكم أن مالكها على صلة قرابة بأحد أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة، وهو الحزب الذي ينتمي إليه الشتواني.
ورغم خروج ما يقارب 12 لجنة رسمية لمعاينة المخالفات، إلا أن تقاريرها التي أجمعت على ضرورة إغلاق المغسلة ، لم تُفعَّل، ما دفع رئيس الجماعة محمد العزاوي لإصدار قرار الإغلاق بنفسه .. غير أن المستشار العربي الشتواني دخل في شجار معه ومزق القرار ، وفق ما أفاد به السكان.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث يتهم السكان يوسف الرمضاني بتسليم رخصة لإصلاح السيارات لشخص آخر بجوار المغسلة مقابل مبلغ 10,000 درهم، رغم رفض السلطات المحلية تمكينه منها. وتسبب هذا القرار في زيادة معاناة سكان الحي السكني، الذين أعربوا عن استيائهم من الضجيج المتزايد جراء هذه الأنشطة التجارية غير القانونية.
ويطالب المتضررون الجهات الوصية بفتح تحقيق جدي في هذه التجاوزات، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لممارسات الفساد واستغلال النفوذ داخل جماعة وجدة. كما يدعون إلى تفعيل قرارات الإغلاق التي أوصت بها اللجان المختصة، وإيقاف نفوذ بعض المنتخبين الذين يعطلون تنفيذ القوانين خدمة لمصالح شخصية.
تبقى هذه الاتهامات في حاجة إلى تحقيق رسمي، لكن المؤكد أن قضية مغسلة السيارات كشفت عن صراع نفوذ داخل مجلس جماعة وجدة، حيث يبدو أن قرارات الرئيس ليست دائماً نافذة أمام قوة بعض المستشارين المدعومين من جهات حزبية مؤثرة.
29/03/2025