اجتاحت أسراب من الجراد الصحراوي مناطق شرق وجنوب شرق المغرب، خصوصًا بإقاليم طاطا وزاكورة وتنغير وبوعرفة وتارودانت ، مما أثار مخاوف واسعة لدى السكان المحليين، الذين يخشون على محاصيلهم الزراعية من أضرار جسيمة قد تلحقها هذه الحشرة الفتاكة. وقد جاءت هذه الموجة من الجراد بعد زحفها عبر مناطق شاسعة من ليبيا وتونس والجزائر، مستفيدة من الظروف المناخية الملائمة لتكاثرها وانتشارها.
وأمام هذا الخطر المحدق، سارعت السلطات المغربية إلى اتخاذ تدابير عاجلة للحد من انتشار الجراد، حيث تم تسخير فرق متخصصة لرصده والتدخل السريع لمكافحته، بما في ذلك استعمال طائرات مخصصة لرش المبيدات الحشرية على بؤر تكاثره وتحركاته. كما دعت الجهات المختصة الفلاحين والسكان المحليين إلى الإبلاغ الفوري عن أي رصد جديد للأسراب، لضمان التدخل الاستباقي وتقليل الأضرار المحتملة.
ويأتي هذا الاجتياح في ظرفية حساسة بالنسبة للفلاحين المغاربة، الذين كانوا يعوّلون على موسم فلاحي واعد بفضل التساقطات المطرية الأخيرة، مما يزيد من القلق حول تأثير الجراد على الإنتاج الزراعي. ويُذكر أن المغرب شهد عبر تاريخه موجات متكررة من اجتياح الجراد الصحراوي، وهو من أخطر الآفات التي تهدد الأمن الغذائي، حيث ينطلق من مناطق تكاثره في الساحل والصحراء الكبرى ليغزو الأراضي الزراعية في شمال إفريقيا، متسببًا في خسائر كبيرة إذا لم يتم التعامل معه بسرعة وفعالية.
29/03/2025