تستعد نقابات الأطباء في مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين للمثول أمام لجنة العرائض في البرلمان الأوروبي ، يوم 8 أبريل المقبل، لعرض التحديات التي تواجه النظام الصحي المحلي، والتي تنعكس سلبًا على جودة الرعاية الطبية المقدمة للسكان.
تعاني مليلية وسبتة من أزمة صحية مستمرة بسبب مشكلات هيكلية متفاقمة، أبرزها نقص الكوادر الطبية المتخصصة، وهو ما دفع نقابات الأطباء إلى السعي لتسليط الضوء على الوضع أمام المؤسسات الأوروبية. وفي هذا السياق، عقد كل من إنريكي روفيرالتا وخوستو سانشو ميانيانو، رئيسا نقابتي الأطباء في المدينتين، اجتماعًا مع خايمي مدرانو، مدير القسم الدولي للمنظمة الطبية الجماعية في إسبانيا، بهدف تنسيق عرض القضية لضمان تقديمها بوضوح أمام البرلمان الأوروبي.
من بين القضايا المحورية التي ستُناقش في بروكسل، النقص المزمن في الأطباء، رغم تصنيف سبتة ومليلية ضمن المناطق التي تواجه صعوبات في التغطية الصحية منذ أكثر من عامين. ورغم الاعتراف الرسمي بهذه الأزمة، لم تُتخذ تدابير كافية لمعالجتها، مما أدى إلى استمرار العجز الطبي، وزيادة الضغط على الطواقم العاملة، وتأثر جودة الخدمات الصحية.
كما تواجه الطواقم الطبية عبئًا وظيفيًا متزايدًا، حيث يعمل الأطباء لساعات طويلة تتجاوز الحدود القانونية، ما يؤدي إلى الإرهاق المزمن، وارتفاع معدلات التوتر، وتراجع جودة الرعاية الصحية.
إحدى المشكلات الأساسية التي تعمّق الأزمة هي صعوبة جذب أطباء جدد إلى سبتة ومليلية. فغياب الحوافز الكافية، إضافة إلى القيود المفروضة على الجمع بين العمل العام والخاص، يجعلان من الصعب استقطاب الكفاءات الطبية مقارنة بمناطق أخرى في إسبانيا.
يأتي هذا التحرك بعد تقديم طلب رسمي عام 2023، أعيد تنشيطه بعد الانتخابات الأوروبية في 2024. وقد سبق للمجلس العام للأطباء أن رفع تقريرًا إلى السلطات الأوروبية في أكتوبر 2023، محذرًا من تدهور الوضع الصحي في المدينتين، إلا أن الإجراءات الفعلية ظلت محدودة.
يأمل الأطباء أن تؤدي هذه الجلسة إلى لفت انتباه المؤسسات الأوروبية إلى خطورة الوضع، وتحفيز اتخاذ تدابير تعزز استقرار النظام الصحي، وتحسن ظروف العمل للأطباء، وتضمن رعاية صحية ذات جودة عالية لسكان سبتة ومليلية المحتلتين.
29/03/2025