في قلب الريف ، بإقليم الدريوش، تعيش جماعات تمسمان ( كرونة ) ، بودينار ، إجرمواس ، بني مرغنين ، وأولاد أمغار ، واقعا مأساويا يعكس تهميشا ممنهجا وغيابا تاما للتنمية عقود من الوعود الكاذبة والسياسات الفاشلة جعلت هذه الجماعات مناطق منكوبة بلا مشاريع بلا أفق وبلا مسؤولين يعون خطورة الوضع
تمر السنوات ولا شيء يتغير سوى تزايد معاناة السكان الذين يجدون أنفسهم محرومين من أبسط الحقوق بنية تحتية مهترئة غياب للمشاريع الاقتصادية وانعدام أي رؤية مستقبلية واضحة المنتخبون في هذه الجماعات لا يظهرون إلا وقت الانتخابات وبعد ذلك تختفي آثارهم تاركين السكان يواجهون مصيرهم المجهول .
تحولت هذه الجماعات إلى ساحة تتحكم فيها شبكات الفساد ومافيا العقار ، حيث تستغل الأراضي والممتلكات العامة لصالح قلة من المستفيدين بينما يعيش المواطنون في فقر مدقع المصالح الشخصية أصبحت أولوية ، بينما يتم تغييب أي إرادة حقيقية لتنمية هذه المناطق وتحسين مستوى عيش ساكنتها
في ظل هذا الواقع القاتم لم يجد شباب الجماعات الترابية المعنية ، سوى قوارب الموت كخيار للهروب من البؤس حيث ارتفعت وتيرة الهجرة السرية بشكل مخيف ، البطالة في تصاعد مستمر مما أدى إلى انهيار الاستقرار الأسري وتزايد نسب الطلاق والتفكك العائلي ، الأخطر من ذلك هو انتشار المخدرات في أوساط ما تبقى من الشباب ما ينذر بكارثة اجتماعية تهدد مستقبل المنطقة بالكامل
أمام هذا الوضع لا بد من تحرك عاجل عبر تفعيل دور المجتمع المدني والضغط على المسؤولين لتحقيق تنمية حقيقية فرض المحاسبة على المنتخبين والسلطات المحلية للكشف عن أسباب هذا التدهور خلق مشاريع اقتصادية توفر فرص شغل حقيقية وتحد من الهجرة والبطالة إطلاق برامج لمحاربة تعاطي المخدرات وتوفير بدائل رياضية وثقافية للشباب استقطاب استثمارات تعيد الأمل للمنطقة وتحقق التنمية المستدامة
لماذا تترك هذه الجماعات رهينة للفساد والتهميش ، وفي أيدى رؤساء فاسدين ؟ إلى متى سيظل المواطن يعاني في صمت دون أن يتحرك أحد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ؟ التغيير لن يأتي من فراغ بل يحتاج إلى وعي جماعي وحراك حقيقي لإجبار المسؤولين على تحمل مسؤولياتهم قبل أن تتحول هذه الجماعات إلى مناطق منكوبة بلا رجعة .