في خطوة وصفت بالهزلية والاستعراضية، قرر المجلس الجماعي للعروي بإقليم الناظور، تخصيص حافلات للنقل الحضري لنقل المصلين إلى المصلى يوم غد الاثنين لأداء صلاة العيد، وذلك بالشراكة مع الشركة المفوض لها تدبير النقل الحضري بالإقليم.
هذه المبادرة، التي كان يفترض أن تحظى بالترحيب، أثارت موجة من الانتقادات الحادة من قبل نشطاء وساكنة المدينة، الذين اعتبروا أن المجلس الجماعي يتعامل بانتقائية مع حاجيات المواطنين، مركزا على إجراءات سطحية ذات طابع دعائي بدلا من القيام بمهامه الأساسية.
النشطاء أكدوا أن المجلس يبادر إلى نقل المصلين، بينما المدينة تعاني من غياب شبه تام للخدمات الحيوية، حيث تغرق أحياؤها في الظلام بسبب ضعف الإنارة العمومية، وتئن شوارعها تحت وطأة الحفر التي جعلت السير فيها مغامرة يومية، ناهيك عن غياب قنوات الصرف الصحي في بعض الأحياء، مما يزيد من معاناة الساكنة.
ويرى المنتقدون أن المجلس الجماعي، بدلا من الاستثمار في حلول جذرية لمشاكل المدينة المتفاقمة، يلجأ إلى مبادرات شكلية لا تخفي حجم التقاعس والفشل في تدبير الشأن المحلي، فالأولوية كانت وما زالت تكمن في تحسين البنية التحتية وتقديم الخدمات الأساسية التي تليق بالمواطنين، وليس في مبادرات مناسباتية لا تغني ولا تسمن من جوع.
فإن نقل المصلين إلى المصلى قد يكون خطوة إيجابية في ظاهرها، لكنها تظل إجراء استهلاكيا لا يعكس إرادة حقيقية للإصلاح، بل يؤكد مرة أخرى أن المجلس الجماعي غارق في سياسة الهروب إلى الأمام، عاجزًا عن الوفاء بالتزاماته الأساسية تجاه ساكنة العروي.
30/03/2025