المتحدث باسم ڤوكس في الأندلس، مانويل غافيرا، يربط الإسلام بالإرهاب وانعدام الأمن في تصريحات مستفزة أدلى بها في قادس
في خطوة تعكس المواقف المتطرفة والمعادية للإسلام، طالب حزب “ڤوكس” الإسباني بضرورة “وقف الأسلمة” ردًا على إعلان الجالية المغربية المسلمة في الجزيرة الخضراء نيتها بناء “مسجد كبير”.
وصرّح المتحدث باسم الحزب في الأندلس، مانويل غافيرا، يوم الأحد، بضرورة “وقف الأسلمة” في الأندلس وإسبانيا، في تصريح يعكس رؤية الحزب العنصرية والمعادية للتعددية الثقافية والدينية، وذلك عقب إعلان “متحدث بارز عن الجالية المسلمة في الجزيرة الخضراء” عن “شراء قطعة أرض كبيرة لبناء مسجد ضخم بمئذنة” في المنطقة، ما اعتبره غافيرا تهديدًا للهوية الإسبانية.
وأضاف غافيرا أن هذا المشروع هو “نتيجة للسياسات المفتوحة التي يدافع عنها حزبا الشعب والاشتراكي في بروكسل، ومدريد، وهنا في الأندلس”، رابطًا بين الإسلام والإرهاب وانعدام الأمن، في خطاب تحريضي يعكس أجندة اليمين المتطرف في أوروبا.
وقال غافيرا في تصريحاته المستفزة:
“نفتح لهم الباب فيغزوننا؛ نفتح لهم الباب ونعطيهم الأولوية في المساعدات الاجتماعية والإسكان؛ نفتح لهم أبواب مدارسنا لتدريس الثقافة المغربية واللغة العربية؛ والآن يريدون السماح لهم ببناء مسجد سيتم فيه تدريس دين مثل الإسلام، الذي يعتبر المرأة كائناً أدنى وثانوياً، ويدين المثليين بالسجن. يجب وقف هذا فورًا”.
هذا التصريح يعكس بوضوح نظرة حزب ڤوكس الإقصائية تجاه المسلمين والمغاربة في إسبانيا، الذين يشكلون جزءًا مهمًا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. كما أن تصريحات غافيرا تثير القلق بشأن مستقبل التعايش السلمي بين الأديان والثقافات في إسبانيا، خاصة وأنها تأتي في سياق متصاعد من الخطاب المعادي للمهاجرين والمسلمين.
وفي سياق تبرير مواقفه المتشددة، زعم المتحدث باسم ڤوكس أن “السياسة الحدودية المفتوحة التي يدعمها الحزبان الشعبي والاشتراكي تثير الخوف وانعدام الأمن والقلق بين الأندلسيين”، مشيرًا إلى “اعتقال ثلاثة مغاربة في هويلفا، قرطبة، وغرناطة خلال الأسبوع الماضي على خلفية ارتباطهم بالإرهاب الإسلامي”، وفق تعبيره.
هذه التصريحات تأتي في ظل تصاعد خطاب الكراهية والتمييز ضد المسلمين في أوروبا، حيث تستغل الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل ڤوكس المخاوف الأمنية والاقتصادية لتأجيج المشاعر المعادية للأجانب، متجاهلة حقيقة أن المسلمين، وخاصة المغاربة، يساهمون بشكل كبير في مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية في إسبانيا.
يُذكر أن الجالية المغربية في إسبانيا تُعتبر من أكبر الجاليات الأجنبية في البلاد، وتلعب دورًا أساسيًا في دعم الاقتصاد الإسباني من خلال العمل في مجالات مختلفة، فضلًا عن مساهمتها في تعزيز التعددية الثقافية والدينية التي تُعتبر جزءًا أساسيًا من تاريخ الأندلس.
في ظل هذه التصريحات التحريضية، يبقى التساؤل قائمًا حول مستقبل التعايش في إسبانيا، وهل ستتمكن الحكومة الإسبانية من التصدي لمثل هذه الخطابات الحقيرة التي تهدد القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان؟.
31/03/2025