في تصريح غير مسبوق، عبّر موظف بجماعة وجدة، قضى فيها أكثر من ثلاثة عقود، عن استيائه العميق من الوضع الذي آلت إليه الجماعة. تحدث بحرقة عن التراجع الكبير في مستوى التسيير، واصفًا الرئيس العزاوي ب “الديكتاتور” ، وأعضاء في المجلس بمافيا منظمة، استطاعت عبر السنوات إحكام قبضتها على مناصب التسيير ، وتشكيل لوبي متماسك يكرس الفساد والابتزاز.
وأشار الموظف إلى أن عملية تعيين رؤساء الأقسام تتم وفق معايير الولاء والتبعية، لضمان استمرار منهج الارتشاء والفساد الإداري ، ووصف هؤلاء المسؤولين بأنهم “قطاع طرق”، حيث لا يكاد يُذكر قسم إداري إلا ويظهر مستشار جماعي يفرض سيطرته عليه، مستغلًا منصبه في مراكمة الثروة بطرق غير مشروعة.
ضرب الموظف مثالًا بقسم التعمير والممتلكات، حيث يتحكم الرئيس نفسه في التوقيع على القرارات لضمان استئثار فئة معينة بالمنافع. أما قسم الشرطة الإدارية، فهو مصدر رئيسي لمنح رخص استغلال الأملاك الجماعية، ويشرف عليه المستشار رشيد بوكرون، الذي يُعرف بمهارته في الاستفادة من الامتيازات.
وعند التطرق إلى قسم الشؤون الاقتصادية، أشار الموظف إلى العربي الشتواني، الذي تحول من معلم سياقة إلى ملياردير، ويُعدّ العقل المدبر لمجموعة من القرارات التي تخدم مصالحه ومصالح رئيس الجهة السابق المعتقل، بعيوي. وأضاف أن هذا القسم معروف بين المواطنين بقاعدة “دهن السير يسير”، في إشارة إلى تفشي الرشوة والمحسوبية فيه.
أما قسم الجبايات، فبحكم موقعه البعيد عن مقر الجماعة، يخضع لتدبير مستقل بإشراف محمد الزين، أحد أقدم موظفي الجماعة. لكن رغم محاولاته تحسين استخلاص الضرائب، فإن القسم يعاني من سوء التسيير وإهدار المال العام، لا سيما فيما يخص واجبات الأراضي غير المبنية، حيث يُتهم رئيس القسم، عبد القادر العمراني، بالتلاعب الكبير في هذا الملف.
وذكر الموظف المتحدث ، اسمين بارزين: نائب رئيس الجماعة عمر بوكابوس، الذي انتقل من كونه تقنيًا بعمالة وجدة إلى شخصية نافذة تُلقب بـ”بوفلوس”، وإدريس أقديم، الذي بدأ كلاعب كرة قدم هاوٍ قبل أن يصبح مالكًا لسلسلة مقاهٍ وحمامات.
وأكد الموظف أن السبب الرئيسي في توقف عجلة التنمية بالمدينة لسنوات يعود إلى تعاقب هذه الأسماء على مناصب القرار، وتحكمها في الإدارة، مع إعطاء الأولوية لمصالحها الشخصية على حساب الصالح العام.
ويبقى السؤال : هل سيتدخل الوالي لهبيل، بصفته السلطة الوصية، لإعادة ترتيب أوراق هذه المؤسسة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ؟ وهل سيفتح عهدًا جديدًا من الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة ؟ ، أم أن الوضع سيستمر كما هو ؟ بحكم سابق معرفة بين بعض ااأعضاء والوالي لهبيل عامل عمالة وجدة انجاد، قبل توليه المسؤولية بالجهة ؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها البلاد، والتي لم تعد تحتمل المزيد من الفساد والمفسدين.
01/04/2025