في مشهد غير مألوف ومثير للجدل، تستعد مدينة طنجة لاستقبال فعالية صُنّفت من أكثر الأحداث جرأة في المغرب، تحمل عنوان “ليلة السيطرة” – حفلة جنسية مغلقة موجهة لعشّاق ممارسات الـ BDSM، والتي تشمل طقوسًا تقوم على السادية، المازوشية، السيطرة والخضوع، وتُقام حصريًا للبالغين.
وبينما لم يُعلَن عن الموقع المحدد بعد، فإن الحدث المثير مقرر له أن يُقام ليلة 26 أبريل، من العاشرة مساءً حتى الرابعة صباحًا، وسط إجراءات سرية تُحيط بهالة من الغموض والتكتم. لن يُكشف عن العنوان إلا للحاجزين المؤكدين عند وصولهم إلى طنجة، مع منع تام لاستخدام الهواتف أو التصوير، ما زاد من تشويق البعض وقلق آخرين.
انتشرت ملصقات الحفل على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، تحمل شعارات جريئة وصورًا مستفزة، أثارت عاصفة من الانتقادات وسط الشارع المغربي، خاصة من قبل النشطاء المحافظين الذين اعتبروا الحدث تحديًا سافرًا للأعراف الدينية والاجتماعية، و”انحرافًا أخلاقيًا” غير مسبوق.
وفي المقابل، يرى المدافعون عن الحريات الفردية أن هذه الفعاليات – رغم طابعها الصادم – تدخل ضمن إطار الخصوصية وحرية الممارسة في الفضاءات المغلقة، ما دامت لا تُروّج علنًا ولا تستهدف القُصَّر.
تحركات رسمية بدأت بالفعل، إذ شرعت السلطات في تحقيقات عاجلة حول خلفيات الحدث، والجهات المنظمة له، للتأكد من مدى تطابقه مع القوانين المغربية، خاصة تلك المتعلقة بـ”الإخلال العلني بالحياء” أو “تنظيم أنشطة دون ترخيص”.
ووفق مصادر محلية، لم يُستبعد إلغاء الحفلة في حال تبيّن وجود تجاوزات قانونية أو أخلاقية
الحدث لم يمر مرور الكرام، حتى في المدينة المجاورة سبتة المحتلة، حيث تداولته صفحات مغربية وإسبانية على نطاق واسع، بين مُستهزئ، ومصدوم، ومُنكر لما يحدث.
وفي خضم الجدل، يبقى السؤال معلقًا: هل يشهد المغرب تحولًا في مفاهيم الحرية الشخصية. أم أن هذه الفعالية مجرد شطحة دخيلة ستُطفأ شرارتها بتدخل الدولة.
06/04/2025