في خطوة استراتيجية تعكس طموحها المتجدد، كشفت مجموعة ألستوم الصناعية الفرنسية عن خطة استثمارية ضخمة تفوق قيمتها 150 مليون يورو، تهدف إلى توسيع بنيتها الإنتاجية في اثنين من أبرز مواقعها بفرنسا: لاروشيل وفالنسيان بوتي-فوريه. هذا التوسع يأتي استجابة للطلب المتزايد على قطاراتها من طراز أفيليا هورايزون، المصممة للنقل فائق السرعة.
ويبدو أن لاروشيل ستكون على موعد مع تحوّل كبير، حيث من المقرر مضاعفة خطوط الإنتاج والتجميع بالكامل، ما يعكس حجم الطموح المرتبط بالموقع. أما فالنسيان بوتي-فوريه، فسيشهد إطلاق خط تجميع جديد مخصص فقط لهذا النوع من القطارات، باستثمار يزيد عن 30 مليون يورو، أي ما يعادل خمس الميزانية المعلنة، في خطوة تعزز من قدرة ألستوم على مواكبة الطفرة المتوقعة في الطلب العالمي.
قطارات أفيليا هورايزون تمثل الجيل الجديد من النقل السريع، بفضل تصميمها المبتكر الذي يجمع بين الكفاءة الطاقية والاستدامة البيئية، مع قدرة استيعابية تصل إلى 640 راكبًا. وقد حجزت مكانها بالفعل في خطط التحديث التي تنفذها شركة السكك الحديدية الفرنسية SNCF ضمن مشروع TGV M.
ولم يقتصر نجاح هذه القطارات على السوق الفرنسية، إذ أعلنت المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي (ONCF) في مارس الماضي عن توقيع عقد بقيمة 781 مليون يورو لاقتناء 18 قطارًا من هذا الطراز، لدعم مشروع تمديد خط السرعة الفائقة ليصل بين الدار البيضاء ومراكش، مما يوسّع التعاون الفرنسي-المغربي بعد نجاح خط طنجة-الدار البيضاء.
وتُعد ألستوم واحدة من أبرز الأسماء في عالم صناعة السكك الحديدية، إذ تعمل في أكثر من 70 دولة، وتضم حوالي 13 ألف موظف في فرنسا وحدها. وتشمل أنشطتها تصميم القطارات والمترو والترام، إضافة إلى أنظمة الإشارات والبنية التحتية، بينما يتجاوز حجم دفتر طلباتها العالمي 90 مليار يورو، ما يكرّس مكانتها كلاعب محوري في هذه الصناعة.
هذا الاستثمار الأخير لا يعزز فقط البنية الإنتاجية لألستوم، بل يؤكد أيضًا التزامها طويل الأمد بتقديم حلول نقل مستدامة، حديثة، وذات كفاءة عالية، في مواجهة التحديات البيئية والتغيرات المتسارعة في أنماط التنقل حول العالم.
07/04/2025