في مشهد يعكس العبث الإداري والاستخفاف بحقوق الفنانين، لا يزال الفنان المغربي محمد الطرهوشي ينتظر مستحقاته المالية منذ أكثر من عامين، بعد أن اقتنت وزارة الثقافة إحدى لوحاته الفسيفسائية بتاريخ 20 فبراير 2023، في إطار برنامج دعم الفنانين.
رغم مرور كل هذا الوقت، ومع اقترابنا من سنة 2025، لم يتلق الفنان أي مبلغ مالي مستحق، ما يطرح تساؤلات جدية حول جدية الوزارة في احترام التزاماتها، وحول مدى إدراكها لأهمية الفن والفنانين في الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية.
هذا التأخير غير المبرر لا يمكن اعتباره مجرد خلل إداري عابر، بل هو استهتار صارخ بحقوق مبدع ساهم بإبداعه في إثراء المشهد الثقافي. فهل أصبحت وزارة الثقافة تمتهن سياسة التسويف والتجاهل بدل أن تكون راعية للفن ورموزه؟
الأخطر أن هذه الممارسات تمس بشكل مباشر سمعة المؤسسات الثقافية في المغرب، وتبعث برسائل سلبية للفنانين الشباب، الذين يرون في هذا الإهمال دافعًا للعزوف عن العمل الفني، بدل التشجيع عليه.
إن الفنان م. الطرهوشي لم يطالب إلا بحقه المشروع، بل عبر بكل وضوح عن رفضه لهذا “الخرق” الذي طال أمده، داعيًا الوزارة إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، وتسوية مستحقاته دون مزيد من المماطلة.